الشعب، أما الآن فقد أمكن أن تقال الحقيقة، وهي مدى الأثر الذي تركته هذه الأحزاب بصراعها ونفاقها في البلاد.
إن الملك السابق كانت تكال له عبارات التمجيد والتقدير والإعجاب من رجال السياسة والدين والصحافة، وقد تحول هذا كله اليوم إلى إعصار من الحقائق التي كانت محجوبة. . . والتي كان يمكن أن تظل محجوبة وقتا طويلا لولا هذا الانقلاب.
والصحف قبل ٢٣ يوليو كانت تحمل أشياء كثيرة، لا أظن أنها صالحة لكاتبة تاريخ مصر كتابة صحيحة، ولا أظن أنها المادة النافعة لهذا، والمؤرخ الذي سيعتمد عليها سيكتب حتما صورة خاطئة لمصر.
وقد ألفت في هذه الفترة الطويلة كتب عن فاروق وفؤاد وإسماعيل وعن سعد زغلول والنحاس، وعن السياسة والوطنية والمجتمع، كل هذه المؤلفات ما عدا القليل منها أصبح زائفا.
ولم يكن هناك غير عبد الرحمن الرافعي وفتحي رضوان وبعض كتاب الإخوان المسلمين الذين كانوا يقولون بعض الحقيقة أو يحاولوا في لباقة أن يقولوا الحقيقة المرة.
لقد كانت المطامع والأهواء تغطي على كل شيء، فطالما زيفت الصحف الحقائق، وقالت غير ما هو كائن، وصورت الأمور على غير وجهها، وكان ذلك في بعض الأحيان رغم أنفها، وفي بعضها الآخر بإرادتها، وكانت بعض الصحف مشتراة، للأحزاب أو لغير الأحزاب، لتزييف هذه الحقائق، ولذلك وجب أن يكتب تاريخ مصر: تاريخ الملك والأحزاب والسياسة والأزهر من جديد بعد أن أصبح ذلك فعلا في مقدور كل كاتب.