للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أثره وسقط جثة هامدة. . . ثم دوى صوت أرنوت كالرعد القاصف قائلا:

- انظري إلى عشيقك. ها هو ذا جثة لا حراك بها، أنظريه فأجابته بصوت ضعيف مرتجف:

إنه يعتقد ذلك! ثم شحب لونها واهتزت كأنها ريشة في مهب الرياح وصرخت بفزع:

- أتمم يا أرنوت عملك! أكمل يا أرنوت صنيعك!

فارتجف أرنوت يحزه ألم للثأر لشرفه المثلوم، ووجه المسدس إلى زوجته وأطلق النار. . ترنحت المسكينة قليلا ثم سعلت وانفجر الدم بغزارة من فمها وسقطت على الأرض هاتفة: أرنوت! أرنوت! ولفظت أنفاسها.

نظر إليهما أرنوت بعد أن عاود هدوءه وأشبع رغبة نفسه في الانتقام وأطفأ نيران الغيرة، فعاد ذلك الرجل الهادئ الرزين. . فتحركت بقية من حبه في سويداء قلبه فأندفع إلى الزوجة وهي ملقاة على الأرض وانتشلها بين يديه ووضعها على مقعد بقربه وشبك ذراعيها فوق صدرها. . ولكنه لم يجروء على إلقاء النظرة الأخيرة عليها فأطفأ النور. ثم. . ثم غادر الغرفة ينوي الرحيل من المدينة حالا. ولما مر بغرفة النوم لاحظ أنها لا تزال مضيئه فعول على إطفاء نورها. . أندفع إلى تلك الغرفة وهو محتفظ بشعوره متمالك نفسه، وسرعان ما وقع بصره على شيء أعمته غيرته الجامحة عن رؤيته قبل الجريمة فقذف بنفسه عليه. . . أنه عقب لفافة تبغ تحت تلك المنضدة. . فانتشله ونظر إلى علامته، فاضطرب واهتزت أوصاله وزفر زفرة كادت تقضي عليه. . إنها العلامة الموجودة على لفافات التبغ التي اعتاد تدخينها والتي يحفظ علبتها بدرج خاص مقفل، مفتاحه لا يفارق جيبه أبداً. . . ولكن ما مضى فات وذهبت نفسان بريئتان من غير ذنب. فقد تجلت الحقيقة له، فإن ذلك الدليل كان عقب لفافته التي تركها قبل سفرته المزعومة. .

في تلك اللحظة الرهيبة استمرت بين جوانبه نيران الإثم وحز قلبه الألم الممض. . .

وهنا أحس الزائر بأنه يكاد يختنق فعالج الكلام في صوت كأنه الحشرجة وقال:

- نعم أيها الرئيس، تلك اللفافة كانت لي فقفز الرئيس واقفا على قدميه وراء مكتبه وصرخ:

- لك!

<<  <  ج:
ص:  >  >>