روعه ويتغلب على شعوره حتى عاوده الهدوء. . . ومكث في مخبئه مدة يتأهب فيها للمفاجأة المنتظرة. ثم قفز إلى الشارع ومضى إلى داره. وكان صديقه وزوجه جالسين في المقصف يتسامران بحشمة ووقار حين اندفع إليهما أرنوت ووقف يحدق فيهما. فصرخت الزوجة: أرنوت! بعد أن غلبتها الدهشة لهذه العودة المفاجئة. . . أما (ليس) فقال:
- أهلا بك يا أرنوت ماذا عاد بك من السفر؟ فكتم أرنوت غضبه وأجاب:
- لم أدرك القطار. . وهنا صاح الرئيس بالزائر. .
- صه! لا بد أنك قابلت أرنوت بعد الجريمة
- نعم
- وهل تعلم مقره الآن؟
- نعم. هذا ما كان يحز في نفسي ليلة البارحة حتى أرقني فقد كنت أعمل الرأي من أجله. . وللسبب نفسه تجدني أحادثك بشأنه.
- وأين يقيم الآن؟
- إنه لا يستطيع الفرار فأنتظر. . اعتذر أرنوت لهما وغادر الغرفة، وهما في ذهول عظيم إلى غرفة النوم عله يجد دليلا يؤيد ظنونه. وأخيرا وجد ما يبتغي. . وجد رمادا متخلفا عن لفافة تبغ على المنضدة. . وجد الأثر الذي ينم على وجود (ليس) هذه الغرفة مع زوجه. . . واندفع إليهما راكضا شاهرا مسدسه هرول إليهما ليطفئ تلك النيران المتأججة في صدره. . . دخل إليهما بهذه الحال ففاجأه (ليس) واقفا يقول:
إني ذاهب الآن على موعد لا أستطيع التخلف عنه ولكن أرنوت صاح به:
- انتظر! لي كلمة معك. . ثم رفع ذراعيه إلى أعلى وتوقدت عيناه شرراً كأن به جنه وانهال عليهما شتما وسبا، فأنقلب وحشا ظامئاً لشرب الدماء بعد أن غمرته موجة من الظلام الدامس ليس فيها إلا نيران الحقد والغيرة وهما ينظران إليه مشدوهين حتى صاح (ليس):
أرنوت! أرنوت! كفى، هل جننت؟ رباه! إني لا أسمح لك أن ترمي زوجك بالخيانة وهي منها براء. .
ولكن أرنوت انتفض فجأة، وصوب مسدسه نحوه. . . ودوى طلق ناري ترنح (ليس) على