للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لم يظهر أرنوت أي أثر لهذا الشك بل تمالك شعوره التام حيالهما، وأخذ يعاملهما كما عاملهما من قبل، ولكنه كان ينتظر وينتظر. . . ويفتح أذنيه لكل كلمة تدور بينهما عسى أن يجد بها رأي قاطع، وأخذ يراقب كل إيماءه أو حركة ويؤول كل لفظة بما يلائم شكه. فقاطعه الرئيس قائلا.

- ولم لم تحاول تخفيف هذه الحال عن صديقك؟

فأجاب الزائر:

- إن أرنوت لم يكن يزحزحه أي رأي أو نصيحة عن شكه، أنه آمن بهذا الشك إيمانا مطلقا. .

وفي يوم آب أرنوت إلى داره بعد سفرة شاقة فحادثته زوجة عن (ليس) ورعايته لها، حتى تولاه غضب عظيم فصرخ:

- أراك تبذلين له من العناية أكثر مما يستحق. . . بل أكثر مني. .

وولكن أجابته بابتسامة هادئة ثم قالت:

- إنك تهينني يا أرنوت. .

فقد كانت أيها الرئيس معتزة بكرامتها. . . ومن ذلك الحين أخذ أرنوت يتحين الفرص ليفاجئهما في خيانته كما يعتقد. ولما طال به الزمن أخذ يعد العدة لفخ يوقعهما به متلبسين بالخيانة. . فأعلن أرنوت لزوجه أن أمراً استدعى سفره إلى خارج المدينة. . وصحبها عند المساء إلى غرفة النوم وأشعل لفافة من التبغ وجلسا يتحادثان فقال أرنوت:

- هل يزورك (ليس) هذا المساء؟ وانتظر جوابها وهو يحدق في دخان اللفافة المتموج تجنبا لأي أثر قد يبدو في عينيه

فأجابته:

- لا أعلم. . فإنه يزورنا من غير موعد

ونهض بعدها أونوت وودع زوده وهي في حلة المساء أشبه بالزهرة الندية الفواحة وذهب إلى غرفته يجمع بعض أوراقه وغادر عن الدار. . إلى سفرته المزعومة. . وما ابتعد قليلا حتى اختبأ في منعطف إحدى الطرق يترقب. . فبان له شبح من بعيد دنا من باب الدار وولج إلى الداخل. . ذلك الشبح أيها الرئيس هو (ليس) بعينيه أما أرنوت فأخذ يهدئ من

<<  <  ج:
ص:  >  >>