اعقابه، فأشير عليه بان يعقد لأبن عمه ووزيره عمر بن عبد العزيز، فأدار الأمر في رأسه حتى لم يعد مناص من القبول.
وأشتد به الوجع فكتب له العهد بخطه، ولم يطلع عليه أحدا غير رجاء بن حيوة الذي بالغ في التكتم حتى أنه لم يذكر من ذلك لأحد شيئا إلا بعد موت الملك الفتى، ففي آخر صحوة له قال: لأعقدن عقدا لا يكون للشيطان فيه نصيب
وحضره إذ ذاك عمر، ففهم بفطنته أن الخلافة قد أتته تجر أثقالها، فأوجس خيفة، وأفضى بذلك إلى رجاء، فتظاهر رجاء بالإنكار قائلا على سبيل التمويه: أتظن بني عبد الملك يدخلون في أمورهم؟!
فاطمأن عمر أو هكذا حاول أن يطمئن، فلما أعلن النبأ وبويع بالخلافة، طلب إلى أحد خلصائه أن يعظه فقال:
يا أمير المؤمنين، أبونا آدم، أخرج من الجنة بخطيئة واحدة