الملك فشل في تحقيق الديمقراطية في داخل فرنسا فزيف الانتخابات واشترى ذمم النواب ووقف ضد رغبات الشعب فكرهه الشعب.
وزادت كراهية الشعب له بسبب ضعف سياسته الخارجية، ذلك أن فرنسا كانت تحب أن ترفع رأسها في أوربا وأن تكون لها الكلمة العليا في شؤون القارة كما كان الحال في عهد نابليون.
ولكن لويس فيليب كان ضعيفا متخاذلا ومن ثم عمل دائما على الخضوع لرغبات إنجلترا وكانت إذ ذاك أكبر أعداء فرنسا.
من ذلك أن فرنسا رفضت أن تعطي إنجلترا حق تفتيش سفنها بحثا عن العبيد المهربين، وكان ذلك في عهد لويس الثامن عشر وشارل العاشر، ولكن لويس فيليب وافق على ذلك، وكان في هذا إذلال الفرنسيين وجرح لشعورهم. من ذلك أيضاً أن فرنسا وقفت بجانب محمد علي أثناء الأزمة المصرية ١٨٤٠ واعتقد محمد علي أن فرنسا ستقف بجواره في حالة قيام الحرب بينه وبين إنجلترا. ولكن لما أشتد الخلاف وأصبحت الحرب وشيكة الوقوع تخلى لويس فيليب عن حليفه محمد علي وتركه يتلقى وحده ضربات إنجلترا وحلفائها.
وأضعفت هذه السياسة المتخاذلة مركز لويس فيليب. وهكذا عجز لويس فيليب عن تحقيق الديمقراطية في داخل فرنسا وعن إحراز المجد لها في الخارج.
وأخيراً ثار الشعب ضده في فبراير ١٨٤٨ وأمر الملك الجيش بمقاومة الثوار ولكن الجند رفضوا مقاتلة إخوانهم أنصار الحرية واضطر الملك أن ينزل عن عرشه وان يغادر فرنسا إلى غير رجعة أيضا.
تلك هي مواقف خالدة لبعض الجيوش الوطنية التي قامت لحماية حرية شعوبها.
ولكن حركة الجيش المصري الأخيرة كانت أروع الحركات التي سجلها التاريخ المعاصر.
مصدر السلطات
تذهب الدساتير حديثة جميعا إلى أن الشعب مصدر السلطات وهذه نظرية مقررة، ولكن أهم من تقريرها أن تكون نافذة وان يحرص الشعب فعلا على حقوقه فلا يتركها للمضللين والمفسدين.