للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثورة المجيدة

كنت أقرأ في كتب التاريخ قصصا خالدة كتبتها جيوش بعض الأمم حين وقفت تدافع عن حرياتها الداخلية وكنت أتساءل دائما: لم لا يقف جيشنا يدافع عن حريتنا الداخلية كما يدافع عن أرضنا ضد العدو الأجنبي وكما فعلت جيوش تلك الأمم؟؟ وجاء الرد يوم ٢٣ يوليو المبارك.

وإني هنا أصف للقراء تلك المواقف. في ١٦٨٨ كان يحكم إنجلترا الملك جيمس الثاني وكان كاثوليكيا متعصبا يؤمن بالحق الملكي المقدس ميالا إلى التسامح مع الكاثوليك ولذلك كرهه الشعب والبرلمان. وكان الشعب يمني نفسه بأنه عند انقضاء أجل جيمس الثاني ستعتلي العرش ابنته ماري وكانت بروتستانتية ولكن في ١٦٨٨ ولد لجيمس ولد من زوجته الكاثوليكية وبذلك صار وارثا للعرش. فلم يطق الشعب صبرا وقار ضد جيمس وأستدعى ماري وزوجها وليم أورنج من هولندا للحضور إلى إنجلترا لتوالي العرش فقدما.

أرسل جيمس جيشا ليحول بينهما وبين النزول في أرض إنجلترا ولكن الجيش رفض أن يحارب الشعب وانظم إلى صفوفه في الترحيب بماري ووليم وأسقط في يد جيمس واضطر أن يغادر إنجلترا إلى فرنسا. وتعرف هذه الثورة بثورة ١٦٨٨ المجيدة.

بعد فرار جيمس اجتمع البرلمان وقرر أن عرش إنجلترا خال ودعا ماري ووليم لاعتلائه، وكان هذا معناه أن الملك مولى من قبل الشعب وبذلك سقطت نظرية التفويض الإلهي واستقر الحكم الدستوري الملكي في إنجلترا.

وفي فرنسا قامت ثورة ١٨٣٠ ضد ملك طاغية هو شارل العاشر. كان هذا الملك رجعيا ظالما لا يؤمن بحرية الشعب ومن ثم عمد إلى مقاومة الحياة النيابية وتعسف ضد أعضاء البرلمان ولكنهم قاوموه. فحل المجلس أكثر من مرة وعدل قوانين الانتخابات وقيد حرية الصحافة وضاق الشعب ذرعا به فقام بالثورة ضده في ٢٦ يوليو ١٨٣٠

وأمر الملك الجيش بمحاربة الثوار، ولكن الجنود رفضوا مقاتلة أبناء وطنهم الذين قاموا يدافعون عن حرياتهم وانظموا إليهم.

وأسقط في يد الملك وسقط عن عرشه وغادر أرض فرنسا إلى غير رجعه.

وتولى العرش بعده لويس فيليب وكان مفروضا أن تستقر الديمقراطية في عهده ولكن هذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>