للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هذه الأحياء المعلقة، وخاصة عندما يملأ الصهريج الخازن في المساء، إذ تكثر الأحياء المعلقة في المياه السطحية، كما تكفي تلك لغذاء المرجان وقرب البحر وغيرها.

وتحفظ الكشكوشة فريسة لحيوانين من أعجب حيوان المربى هما السيساء وزهرة البحر الكبيرة. تجثو السيساء أكثر الوقت على القاع وقد ضمت ثمانيا من أذرعها جنبا إلى جنب فتكون قلنسوة حول الفم. وتماتن السيساء القاع الذي تعيش عليه تماما، غير أن لها خطا أزرق براقا يحف زعنفتها. وهكذا تطل جاثمة في مكانها مختفية عن الأنظار حتى إذا دنت منها سمكة كالكشكوشة أطلقت عليها ذراعيها الطويلتين المختبئتين في جيب مخصوص وأمسكتاها يمصصانها، وفي برهة تتوارى السمكة في قلنسوة أذرعها القصيرة، وفي الوقت نفسه تظهر على جسم السيساء خطوط عريضة بنية داكنة تجعلها واضحة جلية. ذلك التغيير في اللون وغيره مما يحدث أثر أي حافز بدون حافز ظاهر يجعلها فتنة للناظرين، وإنه لمن الأهمية بمكان أن نبحث عن العلاقة الحقيقية بين ذلك التغيير في اللون والحوافز المختلفة.

وعندنا من الرخويات صدف اللؤلؤ، ذلك الذي يعيش حتى يقتله الإنسان طمعا في صدفة البراق، أو في اللؤلؤة يصادفها في كل نحو من عشرة آلاف صدفة.

والبرق من أعجب الرخويات وهي عديمة المحار. كثير منها جميل خلاب مادام حيا، فإن حفظ بعد الموت تحول إلى كتل لا شكل لها تكون أقرب إلى الطين لونا. وهناك عائلة من البزق من أهم مميزاتها أن أفرادها ذوات ألوان أخاذة، وفيما عدا ذلك لا تختلف أنواعها إلا في خواص طفيفة. ومن بين ردف العائلة كرومود وريدي نوع واحد ذو حجم لا بأس به يبلغ خمسة سنتيمترات طولا، وأثنين ونصفا عرضا، وهو من أقلها جمالا ومع ذلك فهو خلاب حقا. ظهره مسطح يمتد منه من الأمام قرنا الاستشعار، ويرجح انهما للشم، ومن الخلف عدة خياشيم ريشية منتظمةفي دائرة. لونه أسود مقلم طوليا بخطوط زرقاء - قد يكون جزء منها أو كلها أبيض - أما القرون والخياشيم فذات لون أصفر برتقالي زاه. ويحف الظهر خط من نفس اللون داخله خط أبيض. ولما كانت هذه البزق لا تلجأ عادة إلى الاختباء تحت الأحجار كما تفعل البزق المعتمة اللون كانت أداة طيبة للعرض. ولون هذه الحيوانات في جلائه ووضوحه إرهابي أعدائها التي تخشى طعمها الرديء.

<<  <  ج:
ص:  >  >>