ومنذ قريب عثرنا على نوع أخر من وجدت منه كثيرا في زنجبار منذ نيف وثلاثين عاما عند ما كنت أقوم بعمل مجموعة الأحياء للسير (شارلزإليت)، ولكني لم أره هنا من قبل برغم ألوانه الغريبة، جسمه أبيض يميل إلى الصفرة، تزينه نقط صفراء فاقعة، ويحفه خط بنفسجي وحلقة بيضاوية بنفسجية تحيط بقرني الاستشعار وأخرى تحيط بالخياشيم. ولهذه الحلقات يسمى
وأضخم هذه البزق وأجملها لونا هو ويسميه الصيادون هنا لسان البحر، يبلغ طوله نحو عشرين سنتيمترا، وله برنس عريض كثير الحواشي قرمزي اللون يحفه شريط أبيض قد تتخلله خطوط دقيقة مستعرضة، وتختلف نسبة هذا الشريط الأبيض، فقد لا توجد في بعض سلالات، وفي أخرى من المحيط الهندي (لم نرها بالبحر الأحمر) يداخله كثير من الصفرة.
ويذكر إليت أن هذا الحيوان كثير الانتشار، ولكني أعتقد أن حجمه الكبير ولونه الزاهي هما اللذان يساعدان على رؤيته. ولم أره إلا مرة واحدة في موطنه الطبيعي بين المرجان، وكل نماذجنا الأخرى حصلنا عليها بعد أن لفظها البحر على الشاطئ في فصل الربيع. وعند ما نلتقطه يظهر قدمه كنقر ضيق، فتبدو قبضته على السطح الذي يزحف عليه واهنة جدا، فإذا طغت الأمواج أزاحته عن موطنه وطفا على سطح البحر. ولكنه إذا وضع في المربى تفرطحت قدمه وأمسك بالقاع جيدا، فإن أهيج ترك القاع وأرتفع في الماء سابحا بتموجات غريبة. لعلكم لم تروا فيلا يطير، ولكننا هنا نرى بزاقة تسبح بنشاط. وليس لي عهد ببزاقة أخرى تقدر على السباحة ما عدا تورديسا في زنجبار، ولم أرها منذ ذلك الوقت. ومن خصائص هذا النوع أنه يخدر بسهولة بإضافة كبريتات المانيزيا إلى الماء الذي يعيش فيه، وبذلك يمكن قتله وحفظه على شكله وهو حي، غير أنه يفقد لونه بسرعة.
وكثير من الشوكيات يعيش طويلا في المربى، ويرى أنواع من قنفذ البحر لبعضها أشواك غليظة كمبسم الغليون (مثل أبي مباسم & ولغيرها أشواك دقيقة طويلة كالأسلاك، مثل الهلمان وأخرى قصيرة كالإبر، وقد يتجرد أبو مباسم من أشواكه كلها، ولا نعلم بالتحقيق هل ينبت عليه غيرها كما يكون الحال في الزقة الأوربية فإننا لم نحتفظ بالمرابي مدة كافية للفصل في ذلك. وبين نجوم البحر نجمة قرمزية اللون تزينها نقط زرقاء، كذلك كف مريم وهو يشبه النوع الإنجليزي كثيرا، ويزحف فوق القاع على أرجله الأنبوبية المدببة