للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولا يقولن أحد ما شأن (شيخ في الشام) بالإصلاح في مصر فإن المسلمين أمة واحدة وجسد واحد. والإسلام لا يعرف هذه الحدود. وإن النصح واجب. لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ثم أن هذه الفساد الذي نشكو منه إنما جاءنا الصلاح (ولا حياء في الحق من مصر، فلعل مصر إن حلت جاءنا الصلاح من مصر، وهذا (الشيخ) بعد ذلك مصري قدم الشام جده الأدنى، فهو مصري الأصل، شامي المولد، عراقي تارة، حجازي تارة.

في الشامي أهلي وبغداد الهوى وأنا ... بالرقمتين وبالفسطاط إخواني

في مصر يا سيدي ست مدارس تعلم الناس الفساد: مدرسة التكشف في الحدائق والشوارع الحفلات والشواطئ، ومدرسة المجلات، ومدرسة الإذاعة، ومدرسة الأفلام، ومدرسة الملاهي. وهذه المدارس الرسمية التي وضع بذور الشر فيها (دنلوب)، ورعاها حتى نبتت من بعده (دناليب. . .).

أما التكشف فلقد عشت في مصر دهراً، ورأيت منه عجباً، أفخاذا بادية، وعورات ظاهرة، في حديقة الحيوانات وسائر الحدائق، وعلى العربات البلدية، وفي الأعراس التي تقام على السطوح. ولقد رأيت والله رجالاً يستحمون عراة لا يسترهم شيء تحت جسر الملك الصالح حيث يلتقي من أعظم شوارع مصر، طريق الجيزة وطريق الفسطاط، وخطا (ترام) وسبيلا (أتوبوس)، ورأيت بنت تنزل في الماء كما خلقها الله - أي والله العظيم - لتغسل طبق فجل لتبيعه. أما العرى على شواطئ فشئ أفظع من أن يوصف، وإن كنت زرت مصر مراراً وأقمت فيها سنين ولن أره بحمد الله قط أما المجلات الأسبوعية المصورة فلقد كانت معمولاً لهذه الأخلاق، سارت على طريق معبد، وفق خطة موضوعة، لإضعاف الأمة بصرف شبابها إلى الشهوات، وشغلهم بالغرائز الجنسية، عن الجهاد الوطني، والتسلح بالرجولة والقوة والصبر. . ومحاربة المستعمر. ولقد بلغت منا هذه المجلات أكثر ما بلغته جيوش الاحتلال جميعا، وكانت أنفع لأعدائنا من كل ما ساقوه إلينا من حملات، وما أنفقوه على حربنا من أموال.

ثم جاءت هذه الأفلام:

هذه الأفلام التي بحت الخناجر، وبريت الأفلام، وامتلأت الصحف بالكلام عنها، وبيان شرها، وسوء أثرها في نفوس رائيها، أفلام لا موضوع لها ولا حوار، ولا تمثيل فيها مثل

<<  <  ج:
ص:  >  >>