للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العصور السابقة وفي عهد الروم انشئت بها كما قلنا أسقفية في (غرندل) تحريف (أرندل) التي بقيت على الطريق الروماني من العقبة إلى بصرى، وكان يمر بأرض الشوبك وعليه حصن الكرك المشهور في الحروب الصليبية، وكان عامرة في عهودها الإسلامية بدليل سكنى الخلائف من قرش وبني هاشم، وأن الدعوة العباسية قامت من بلدة الحميمة حين مات بها إبراهيم الإمام.

وبعد هذا التحقيق والبحث كنت أقلب الجزء الأول من العقد الفريد تحقيق العلامة الدكتور أحمد أمين فوقع نظري في الصفحة ٢٦٤ سطر ١٣

(وأوصل أبو دلامة إلى العباس بن المنصور رقعة فيها هذه الأبيات

قف بالديار وأي الدهر لم تقف ... على مناظر بين الظهر والنجف

فإذا الحاشية (٤) تقول

(النجف بالتحريك موضع بظهر الكوفة، وهو دومة الجندل بعينها، وبالقرب منها قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) ولاشك في أن واضع الحاشية كغيره من الأدباء أغفل تحقيق الأماكن الجغرافية لعدم أهميتها، والحقيقة أن بالكوفة مكانا يدعى (دومة) والنجف محلة منها ويقال إنها سميت بذلك لأن عمر بن الخطاب لما أجلى الأكيدر صاحب دومة الجندل المشهورة في الجوف قدم الحيرة ثم بنى بها منزلا سماه دومة على اسم حصنه الذي نزع منه (راجع كتاب تاريخ الكوفة تأليف المؤرخ السيد حسين ين السيد أحمد البراقي طبع النجف صفحة ١٤٨ سطر ٢

ولا يصح أن يفهم القارئ خطأ بأن موضع دومة الجندل التي كر ذكرها واختلاف الرواة بشأن الحكمين كان موضعا بالقرب بالنجف حيث يرقد الإمام علي رضي الله عنه وبين النجف ودومة الجندل بالجوف مئات الأميال وبين أرض أدوم وبالشراة مئات أخرى.

أحمد رمزي

المدير العام لمصلحة الاقتصاد الدولي

<<  <  ج:
ص:  >  >>