(١٠) التساند واجب. . . والذين لا يقومون بتأدية هذا الواجب يفقدون رعوية البلاد.
(١١) إن القيام بإدارة شؤون بلاد الأحرار لهو من حق ذوي التجارب والاختصاص فحسب.
(١٢) إن كل وطني مكلف بأن يراقب موظفي البلاد.
(١٣) على كل موظف أو فرد في المملكة أن يؤدي الحساب في أي وقت كان، عن أعماله التي يقوم بها، أو ثروته التي يمتلكها. . . والذين يحاولون الهرب من تأدية مثل هذا الحساب يحكم عليهم بعقوبات قاسية ويفقدون صفة الاستيطان.
(١٤) على كل وطني استظهار المواد المدرجة في أعلاه والعمل بمقتضاها.
قرأت هذه المواد، ثم أخذت أفكر. . ما أعجب هذه البلاد؟ إنها نقيض ما رأيته أو سمعته أو تعلمته حتى الآن.
ليت شعري! هل أستطيع آلفة هذه الحياة الجديدة؟ داخلتني الشكوك وساورني الإحجام. . . حتى خيل إلى لحظة وأنا في غمرة تفكير عميق أن من الأفضل أن أهرب من هذا المكان.
. . . ولكن غروري وكبرياء نفسي قد حالا بيني وبين ذلك.
وقد قلت لنفسي:
- (. . إذ قد أتيت. . وطلبت أن أكون (مواطناً) في بلاد الأحرار فالعمل في سبيل التعلم قضية كرامة شخصية ليس إلا. . نعم! أنا أعرف أن لي عادات كثيرة، وسجايا اكتسبتها من جدودي وعهود التاريخ، وإنه من الصعوبة بمكان. . . على أن أفارقها وأنبذها نبذ النواة دفعة واحدة. . . ولكن مهما يكن من شيء فالواجب يقضي على بالعمل وبذل كل الجهود المستطاعة).
وهكذا صممت على تعلم الدستور، فأقبلت عليه بالدرس والبحث والتأمل. . . ولم تمر غير أيام معدودات حتى كنت في خلالها قد تمكنت من استظهار مواده وفهم مغازيها. . . على أنه كانت ثمة أيضاً بعض المواد لم أفهم الحكمة من وضعها، وأخرى داخلني الشك والارتياب فيها. . فلذا صممت على مكاشفة الأساتذة بالأمر، وطلب الشرح الوافي منهم.
وبعد كل هذا أخذت أنظر ما حولي، وافحص الدار التي أسكنها، وأدرس الرجال الذين أتصل بهم.