للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهو في تصرفاته وأعماله يرغب رغبة أكيدة في أن يكون محل رضا الجالس على عرش مصر. . .)

(بل هو يؤمل في ألا تفسر دعوته الخديو السابق إلى عمان تفسيراً يسئ إلى العلاقات القائمة بين البيتين العلوي والهاشمي؛ وأما الخديو السابق فرجل قد انتهت أطماعه، ولم يعد يرغب في شيء من مظاهر هذه الدنيا، وأنه أبدى لعبد الله بن الحسين رغبته في أن يرى بلد إسلاميا في شهر رمضان، بعد أن أمضى السنوات الطوال بعيداً عما تعود أن يراه في شهر رمضان من سماع الأذان والدعوة إلى الإفطار، وفرح الشعب بحلول شهر الصوم، ولذلك دعاه عبد الله بن الحسين إلى تناول طعام الإفطار لديه، وليس في ذلك أية رغبة لإحراج مصر وحكومتها، وإنما هو أداء لواجب صداقة وعلاقة قديمة)

ولقد دهشت لكل ما سلف، فأنا لا أعلم بهذه الدعوة، ولم أحضر للاحتجاج عليها، ولا أدري ماذا دار في خلد عبد الله ابن الحسين ولا في خلد الخديو السابق، ولا في فكر رجال الانتداب البريطانيين في فلسطين وشرق الأردن، وإنما جئت مهنئا بحلول شهر الصوم، جئت مهنئا الجالس على عرش شرق الأردن بحلول هذا الشهر المبارك، ولم أجد شيئاً أقوله سوى أن صارحته بما جئت من أجله، وأكدت عليه أنني لا أعلم شيئا، ولا أدري هل صدقني عبد الله بن الحسين في ذلك أم اعتبر مصارحتي له نوعاً من السياسة الملتوية والدبلوماسية الشرقية التي اعتاد عليها رجال الشرق في مواجهتهم الأمور واهتمامهم بالصغائر

والحقيقة التي أعلمها عن عبد الله بن الحسين رحمه الله، وعن المرحوم عباس الثاني، إنهما كغيرهما ممن أسندت إليهم الشؤون العامة والسيطرة على أجزاء من أقطار الشرق، يتلهفون لمعرفة أخبار الناس وتتبعها؛ وأذكر على سبيل المثال اليوم الذي جاء فيه أحد رجال سوريا الذين تنقلت بهم الأيام بين خدمة عبد الله بن الحسين والحكومة السعودية وقبل ذلك حكومة سوريا، وكيف تقرب من مجلس الأمير بمجموعة من الأخبار التي أتى بها من الحجاز عن أنباء الملك أبن السعود وتصرفات الأمراء أبنائه

وأذكر جلسة مع عبد الله بن الحسين، والتليفون لا ينقطع ينقل أخبار سيارة المندوب البريطاني بين جسر بنات يعقوب وأربد واتجاهها إلى جسر المجامع. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>