ليعزز المبادئ والأهداف التي تكتنف هذه الدولة الناشئة بتوطيدها في ذلك الجزء من العالم الإسلامي
ويضاف إلى هؤلاء نفر من الجامعيين في معاهد (البنجاب)(والسند) و (دكما) و (لاهور) المنهمكين في تزويد المكتبة الأوردية بالبحوث والدراسات العلمية في مختلف ألوان الثقافة الجامعية
ومدارس النقد الأدبي في الباكستان تدين بالاجتهاد لطائفة من الكتاب والشعراء الذين استهلوا حياتهم الأدبية بقرض الشعر أو إنشاء المقالات ثم ما لبثوا أن انصرفوا عن ذلك إلى معالجة النقد لا لأنهم فشلوا في الإبداع الفني فلأكثرهم إنتاج فني مرموق المكانة ولكن لرغبتهم في تخصيص اجتهادهم لخدمة النهضة الثقافية في الباكستان وتوجيه الموهوبين من كتاب الجيل الجديد وشعرائه لبناء نهضة أدبية سليمة الدعائم عميقة الفكر رفيعة في إبداعها الفني
وقد أثمر هذا الجهد نتائج طيبة، فاستطاع الشعر مثلاً أن يتخلص من رخاوة مدرسة (طاغور) وابتعادها عن شؤون الساعة وانسياقها في مشاعر عواطف صلتها بالأدب الحي واهنة ضعيفة. ولم تقتصر هذه الثورة (الشعرية) على موضوع القصيد بل تعدته٩ إلى فن العروض، فأنطلق الشعراء في استنباط بحور جديدة على نحو ما يمارسه بعض الشعراء المحدثين في حاضر الأدب العربي، وازداد النظم بالشعر المنثور إلا أن كثير من أئمة العروض في الأدب الأوردي لا يزالون يلجئون إلى جزالة اللفظ ورصانة التعبير ليسبغوا على الشعر لوناً من القوة. وللشعر الرمزي في الباكستان أتباع ومريدون يغرمون بالإيجاز في الكلم والبراعة في اختياره على نحو ما تتطلبه الرمزية
وقد تزعم الأديب البنغالي الكبير (نصر الإسلام) الثورة على مدرسة طاغور، فقد لمس فيها رخاوة وخنوعاً لا يتمشى مع مطالب الحياة العقلية الإسلامية، ودعا نصر الإسلام إلى أن تكون صلى الأدب بالحياة السياسية والاجتماعية وثيقة متينة، ودواوين هذا الشاعر البنغالي تطفح بالقوة والنظرة العميقة فضلاً عن جزالة اللفظ ورقة الموسيقى ومهارة الصياغة وبلاغة التعبير
وفي الشعراء المجددين في حاضر الأدب الباكستاني شاب يجمع في القصيد بين الروعة