الثقافة الأوردية والذخيرة الفنية من التقاليد الطريفة الزاهية للمناطق التي تؤلف المجتمع الباكستاني
وهذا الطابع الجدي ملموس في فن القصة القصيرة والقصة الطويلة، وفي الشعر والنقد الأدبي
وقد أتى على الأدب الأوردي حين كان العنصر الرئيسي المهمين على إنتاجه يكاد يقتصر على مشاكل اللاجئين والصراع الطائفي الذي عصف بالناس وبعواطفهم في ذيول التقسيم. ويبدو أن نجاح أولى الأمور والشعب في الباكستان في احتضان هؤلاء المنكوبين والتخفيف من محنتهم، قد ترك أثره في انطباعات الأدباء والشعراء. فأصبح تطرقهم إلى هذه المحنة أقل غزارة مما كان عليه قبل بضع سنوات
أما اليوم فقد تطور فن القصة وعلى الأخص القصة القصيرة في الباكستان على يد نفر من الكتاب الناشئين الذين نافسوا قدامى الكتاب منافسة شديدة. طمعوا الأدب الوردي بنوع سليم من القصة التي تحمل في ثناياها أشياء أهم من التسلية أو إثارة الغرائز
وفي مجال القصة الطويلة لا يختلف الباكستانيون عن غيرهم في معظم الشعوب الشرقية التي لم يرسخ فيها هذا النوع من الإنتاج، فالأدب الأوردي كثير من الآداب الشرقية العريقة ليس في تراثه ذخيرة من القصص الطويلة على النحو الذي عرفته الآداب الغريبة، ولا يزال إنتاج القصة الطويلة في الباكستان مبعثر الجهد ضئيل القيمة في الناحية العددية والفنية
أما الشعر فقد أخذ يقتدي بألوان العروض والمواضيع التي تعالج عادة في الشعر الأوردي الحديث وأخذ الغزل القديم يفقد مكان الصدارة التي كان يحتلها في الحياة الأدبية وبعض الشعراء الناشئون ستطرقون إلى الغزل التقليدي في مستهل حياتهم الأدبية إلا أن قرضهم للشعر يتطور فيها بعد ويتخذ طابع التجديد في أبواب العروض وفي مواضيع النظم وفي الصور الفنية التي تحتويها العقائد
أما أدب المقال والنقد الأدبي والدراسات التحليلية فينزعهما ثلاثة من فطاحل الأدباء: مولانا عبد الجق، ومولانا سيد سليمان ندفي، وميرزا محمد سعيد، ويشاركهم في ذلك الأديب الكبير الشيخ إكرام الذي يتوخى في دراساته وتحليله توجيه الإنتاج الفكري في باكستان