له أن يفتدي نفسه بدفع ثلاثين ألف ريال في أربع وعشرين ساعة)
فرفض السيد محمد أن يدفع له هذا المبلغ. . لم يكن ذلك منه عجزاً. . أو حرصاً على المال. . وإنما كان إيماناً بالله. . . وإيماناً بأن الموت مصير كل إنسان. . ونهاة كل مخلوق
فليكن موته إذن على أيدي أعدائه. . وأعداء بلاده. . حتى يكون ذلك وقوداً جديداً للثورة. . . وباعثاً للمصريين على مواصلة الكفاح والنضال لتحرير بلادهم من أيدي أعداء الدين والوطن
ولقد نصحه أحد تراجمة الحملة بأن يدفع الغرامة. . وقال له:
(إنك رجل غني. . فماذا يضيرك أن تفتدي نفسك بهذا المبلغ. .
فأجابه السيد محمد كريم:
(إذا كان مقدراً عليّ أن أموت، فلا يعصمني من الموت أن أدفع هذا المبلغ. . وإذا كان مقدراً لي الحياة. . فعلام أدفعه؟؟)
وظل على رأيه. . إلى أن نفذ فيه حكم الإعدام. . وبذلك أصبح (السيد محمد كريم) بجانب زعامته للشعب، أول شهيد من شهداء الحرية، في عهد الحملة الفرنسية
هذه خلاصة موجزة، لسيرة ذلك البطل المصري، الذي استطاع أن ينفخ من روحه القوية، في نفوس مواطنيه، معنى الحياة الحرة الكريمة، والذي استطاع أن يثبت بكفاحه وجهاده أن مصر لم تكن تفتح أبوابها لكل طارق، وأن شعب مصر، لم يكن يتنازل عن حريته. . أو يفرط في كرامته. . لأي فاتح، مهما بلغت قوته، أو زادت سطوته. .