المدافع، وهم لذلك يعدون لنا - ولنا وحدنا - وسائل التدمير والخراب، وأسلحة الحديد والنار. . ثم يضحكون لنا، ويزينون للمخدوعين منا مبادئهم، ويظهرون بأثواب الحملان الوديعة، التي تريد بنا الخير وتتمنى لنا السعادة والطمأنينة. . فمن واجب الأقلام هنا أن تنزل إلى الميدان، لتحذر الشعوب الغافلة من مكائد الاستعمار وأذنابه، وتنقذ المخدوعين من أنياب الذئب وأظفاره
ثم إن أصحاب الأقلام يعرفون قبل غيرهم أنه يجثم على صدورنا كابوس ثقيل من الفقر والجهل والمرض. . . كابوس صنعه هؤلاء المترفون الذين يعيشون في قصورهم الكبيرة، وينفقون الملايين الكثيرة، ويأكلون فلا يشبعون، ويشربون فلا يرتوون، ويرون بأعينهم الكافرة صوراً شاحبة حزينة لأناس معروقة العظام، بادية السقام، تهيم في الأزقة المظلمة الحقيرة، لتربض عند أكوام من (القمامة) تبحث فيها عن الفتاة الذي ركله السادة المبطلون يرون هذا من خلف أسوارهم المنيعة فلا يرحمون، ويسمعون الأنات الشاكية تنبعث من صدور الجائعين فلا يشفقون، إن أصحاب الأقلام يعرفون كل هذا فعليهم أن يدركوا بأقلامهم الثائرة أسوار الجلادين، ويبعثوا بأضوائهم الباهرة إلى أكواخ البائسين، لتحقق العدالة الاجتماعية، وتعم الأخوة الإنسانية، ويعيش الناس في أمن وسعادة ووئام
هذا ما تريده الثورة العاقلة التي خلعت ملكاً ظالماً، وأنقذت شعباً مظلوماً، وطهرت حكما فاسداً، وأيقظت شعوراً راكداً، وبدأت تبني للأمة مجتمعاً فاضلاً، وتهيئ لها مستقبلاً رغداً، وهي تهيب بالأقلام أن تسير مع القافلة نحو القوة والعزة والمجد. فهل تستجيب