تكلم بهدوء قائلاً: إن أصابته خطرة جدا، فليخبر أحدكم مستشفى (آردين) ليرسلوا نقالة لحمله. ثم الفت وسألني عن كيفية وقوع الحادثة فأخبرته بما حدث، فأومأ برأسه فاهماً
غير أنني لاحظت الخمسة الآخرين ينظرون إلى مستغربين، ورأيت واحداً أو اثنين - لا أتذكر - ينظر إلى متشككاً
عشر دقائق مؤلمات مرت قبل أن تصل النقالة. ولم تمض دقيقة أخرى حتى كان الطبيب وماني في الطريق إلى مستشفى (آردين)
شعرت بحمى خفيفة، وذهبت إلى حيث أستطيع أن أتنفس، لأن هواء (الجراج) يكاد يخنقني. وقبل أن أصل إلى حيث أردت، سمعت قائلاً يقول: فيلد، دقيقة من فضلك، لا يمكنني أن أدعك تذهب الآن
فالتفت قائل: ولم ذلك يا جاك؟ ألم تصدق ما أخبرت الطبيب به؟
وظهر في هذه اللحظة الأربعة الآخرون
- لا، لا، إن أحد لم يصدق ذلك لما نعرف من مبلغ حقدك على (ماني)
تملكني غضب مفاجئ. إنهم يظنون أنني فعلت ما فعلت عن عمد وإصرار
ظننتني قادراً إلى إقناعهم بادئ الأمر بأن ما حدث لم يكن إلا مصادفة سيئة، أما الآن فإن ذلك لا يزيد مركزي إلا حرجاً
أنثنيت إلى جاك قائلاً: تظنني حاولت قتل ماني؟ أليس كذلك؟! حسن، ظن ما شئت، فلست أبالي. والآن تفضل بالخروج وإلا أصابك ما لا يرضيك
فكان جوابه أن رفع يده وضربني بقوة، إلا أنني تحاشيت ضربته بحركة خفيفة من رأسي، فاستدار حول نفسه وسقط على الأرض يتدحرج
فلما رأى الأربعة الآخرون ما حل بصاحبهم هجموا علي دفعة واحدة كالذئاب الكاسرة يريدون تمزيقي. وسمعت (لودين) يقول: آه. . . هل تقدر أن تفعل بنا ما فعلت بماني. إيه؟ حسن إنك لا تقدر. إننا لا نتصارع من أجل جائزة كما تفعل، ولكننا سنلقي عليك درساً لن تنساه مدى الحياة
دافعت عن نفسي دفاع المستميت، ولكن ما حيلتي آزا خمسة رجال أشداء؟ نعم أسقطت اثنين منهم ولكن الباقين تمكنوا مني وضربوني ضرباً مبرحاً. وأخيراً وجدتني ممداً على