للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأصرح من ذلك قول الشيخ عبد المجيد الخاني، مؤلف الحدائق الوردية:

رسول الله لي بصر كليل ... وأنت بكل أحوالي بصير

رسول الله مالي من نصير ... سواك الدهر يا نعم النصير

لعمرك يا أجل الرسل إني ... لما أنزلت من خير فقير

فإن أدركتني بخفي لطف ... فدهري لا يضر ولا يضير

هل يشك أحد ممن يفهم الكلام العربي، بأن هذا الرجل يؤله محمداً، ويعبده، ويخاطبه بما جاء في القرآن خطابا لله عز وجل (رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير)؟

والأحاديث الصحيحة، قد بينت أنه صلى الله عليه وسلم ولد وربي كما يولد ويربى لذاته من أبناء قريش إلا أن الله عصمه من عبادة الأصنام، ومن الكذب والغش وسائر شرور اللسان والقلب، وجعله على خلق عظيم لم يجعل عليه بشراً غيره في كل عصور البشرية، وتأتي مع ذلك هذه الموالد التي يتولها الناس، وأشهرها مولد العروس عند العامة، ومولد البرزنجي عند الخاصة، وكلاهما محشو بالكذب، فتجعل الوحوش تباشر بولادته، بأفصح الألسن القرشية. . . وأنه حضر أمه ليلة مولده آسية ومريم في نسوة من الحظيرة القدسية. . . وأن جده وأمه وأمه كانا يعرفان بأنه خاتم الأنبياء، مع أنه هو صلى الله عليه، لم يكن يدري ما الكتاب ولا الإيمان، وأنه لما جاءه الوحي ذهب يقول زملوني، دثروني، حتى أخبره ورقة أن هذا هو الناموس الذي كان ينزل على عيسى

وبعض المسلمين لا يعتقد أن الرسول ميت، ويراه حياً في قبره مثل حياتنا، حتى أنه كان في حينا (في المهاجرين - في دمشق) خطيب كان يقول في خطبته مسجعاً: (قال صلى الله عليه وسلم وهو في قبره حي: لا بخيل من ذكرت عنده لم يصل علي، وناقشه بعض طلبة المدارس. فأكد لهم أنه حي في قبره، وأن فلاناً (ومشايخ الطرق)، وقف عند القبر، وقال من قصيده:

(فامدد يمنيك كي تحظى بها شفتي)

قال: فخرجت اليد الشريفة من جدار القبر حتى قبلها

وأمثال هذه الأكاذيب التي لا يقرها عقل ولا نقل، ولا يقبلها شرع ولا طبع

والله يقول للرسول: (إنك ميت) ونحن ننكر موته، فيم إذن نقرأ السيرة. ونقول أنه ولد سنة

<<  <  ج:
ص:  >  >>