للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كذا. ومات سنة كذا؟ وفيم نصب الخلفاء من بعده؟ ولماذا لم يرجعوا إليه يوم اختلفوا في السقيفة وكاد ينصدع أمر الإسلام، وهو مسجى لم يدفن بعد؟

إنه حي عند الله حياة برزخية روحية الله أعلم بها - أما بالنسبة إلينا فهو ميت - قد مات ودفن كما يموت سائر الناس ويدفنون، وإن كان قد ورد أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، وأن الله يوكل ملكا يسمعه السلام عليه، أو يرده عنه. وهذه كلمة وإن صح طريقها إخبار آحاد، لا تثبت بها عقيدة - ولا يبنى عليها علم، كما هو معروف من علم الأصول

والغريب في المعجزات أنك إن رجعت إلى كتب الصحاح وغلى السير الأولى كسيرة ابن إسحاق، لم تجد إلا شيئاً منها قليلاً، فإن ذهبت إلى الكتب المتأخرة كالسيرة الحلبية مثلاً وجدتها فياضة بذكر العشرات من المعجزات التي لم يكن لها ذكر في الكتب الأولى. ونحن لا ننكر المعجزات، ولكنا نجد في القرآن ما يرد على طالبي الآيات من المشركين، بأن القرآن هو الآية الكافية التي لا تحتاج إلى شيء معها

ومن المسلمين من يجعل المنامات والرؤى أصلاً من أصول الشرع ويبني عليها أحكاماً وأوهاماً أتخذها سبيلاً إلى احتلال المنافع، ودرء المفاسد، ويستندون إلى حديث (من رآني فقد رآني حقاً) مع أن العلماء قد نصوا على أن الشرط في ذلك أن يراه على الصورة التي وصف بها في كتب الحديث وفي الشمائل. ولا يبنى على الرؤيا مع ذلك حكم شرعي

هذا وأنا لا أذكر درجة هذا الحديث - وليس تحت يدي وأنا أكتب هذا الفصل شيء من الكتب أرجع إليه وليس عندي وقت للمراجعة

وبعضهم يخالف ما عليه الإسلام من جهة تقديس أسرته، وتفضيلهم بمجرد النسب، مع أن الفضل في الإسلام للتقوى والمزايا الشخصية. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لابنته فاطمة: (يا فاطمة بن محمد، لا أغنى عنك من الله شيئا) ويحتجون بآية (إلا المودة في القربى) جاهلين معناها ومساقها

وآخرون من المسلمين يظنون أنهم يمدحون الرسول ويعظمونه، وبوصفه بأنه جميل الوجه، ومدح عينيه وجماله، وذكر العشق والوصال، وينشدون في ذلك الأناشيد في الإذاعات - أيام المواسم - ويسموها أناشيد دينية، وما هي إلا تقليد للترتيبات الكنسية النصرانية زقلة أدب مع الرسول، ولا أصل لها في الإسلام ولا يرضى بها الشرع ولا

<<  <  ج:
ص:  >  >>