بطنه نار جهنم) أي يحدر فيه، والجرجرة صوت البعير عند الضجر
ولا أظن الأستاذ الفيتوري يقصد الجرجرة بمعناها المعروف ولكنه يقصد الجذب أو السحب وكان عليه أن يقول (نجرجر خلفنا التاريخ) أليس كذلك؟
وأوقفني البيت التالي من القصيدة نفسها
لقد عدنا. أجل عدنا. . ... ولكن عودة المقضور
وقد فتشت القواميس فلم أجد معنى لكلمة (المقضور) فما معناها يا أستاذ!
عبد القادر رشيد الناصري
إلى الأستاذ علي الطنطاوي
أنت - يا سيدي قاض أجمع محبوه ومبغضوه على أنه عادل فهما، ورزقه إيماناً ما أشد اعتزازه به وحرصه على النهوض بتبعته، واختصه ببيان ساحر كتب أو خطب لم يختص بمثله إلا قليلاً. . . ومع ذلك فهو لا يؤدي حق ما أنعم الله عليه، أو أصبح الآن لا يؤديه فقد طالما طالعنا في الماضي من أدبه المفيد والرائع والباقي. . .
وأنا أعرف لماذا سكت أو (أسكت) فلم يعد يخطب أمر لماذا كف عن الكتابة فلا أعرف، هل علم الناس حتى استغنوا عن العلم؟ واهتدوا حتى استغنوا عن الإرشاد؟! وآمنوا حتى استغنوا عمن يقف في أنفسهم ومجتمعهم في وجه الإلحاد؟! الخ)
كلا، ثم كلا فالناس ما يزالون في جهلهم بحاجة إلى العلم، وفي ضلالهم بحاجة إلى الهدى، وفي شكلهم بحاجة إلى القين، وفي إسفافهم بحاجة إلى أجنحة الأدب الرفيع، ولكن أديبنا الكبير لا يلبي حاجتهم ولا يؤدي واجبه نحوهم ولا نحو قضية العلم والإيمان والأدب على العموم
نعم أنه يكتب هذا المقال الذي نقرؤه له كلما أوشكنا أن نقطع الأمل من وقوعنا عليه ولكنه ليس يكفي، ولا يسداجة، ولا يؤدي واجبا، هذا كله على قدرة فيه نادرة، وغيرة عنده لا يتطرق إليها الشك
فهل تلك - يا سيدي القاضي - أن تنظر في هذه القضية المرفوعة إليك ضد الأديب الكبير (الذي أظن أنك عرفته أوثق المعرفة) وإله أن تحكم عليه الحكم العادل الذي يرده إلى ميدان