هذا ما نريده منكم وقد سبق لنا أن طلبنا ذلك كله من المغفور له الشيخ مصطفى عبد الرزاق حينما تولى وزارة الأوقاف أو مرة. . ولكن يبدو أن مشايخنا عفى الله عنهم قد وقفوا في سبيله - ونرجو أن يتم هذا الإصلاح على أيديكم إن شاء الله.
المنصورة
محمود أبو رية
١ - التربية والتعليم معا
إن نظرة خاطفة إلى أخلاق التلاميذ في المرحتلين الأولى والمتوسطة تجعلك في يحزن عميق وألم ممض، وأخلاقهم هذه تظهر جليا في الميادين والشوارع، وفي الحدائق ودور اللهو، وفي المركبات العامة وغيرها، ولا تختفي بوادرها المؤسفة حتى حلال ذهابهم إلى دور العلم ورجوعهم منها.
الطلبة الصغار يعاكسون المارة، ويعاكسون خلق الله، ويتعلقون (بالترام) من الجهة اليسرى معرضين حياتهم للخطر، وكرامتهم لألسنة السائق (والكمساري) شأنهم في هذا الشأن الصبية المشردين - إذا رأوا عجوزا سخروا منه بعبارات نابية، وإذا أبصروا ذا عاهة صاحوا وتصايحوا عليه، ودعك بعد هذا من تراشقهم بالألفاظ البذيئة، وتقاذفهم بالحجارة والحصى، وتضاربهم بالأكف والعصي!
والطلبة الكبار يصطفون في الصباح وبعد الظهر أمام مدارس البنات لمعاكستهن ومضايقتهن، ويروحون ويجيئون في الشوارع متعرضين لهن غير مبالين باستفزازهن، وغير مكترثين للوم المارة ولا لمراقبة الشرطة، وقبيل الأصيل ينتشرون في الشوارع أيضا، ولا مهمة لهم إلا الجري والقفز، والتندر بأشكال الغاديات والرائحات.
إن هؤلاء الطلبة المعوجين في أخلاقهم، قد أساءوا إلى المدرسة حتى فقدت ثقة الناس فيها، وأصبحت مقياسا لسوء الأخلاق وأنحطاطها، ولابد من أن يتيقظ ولاة الأمور لهذه الهوة السحيقة، فلقد شغلتنا برامج التعليم، وخطط الدراسة، ونظم الثقافة، عن أهم جانب في حياة الأمم وهو التربية.