للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أحيلكم على العلامة دوركايم ليثبت لكم أن ذلك ضد طبيعة الإنسان.

وماذا تكون حال مصر لو خلت لا سمح الله من الدين كما يتمنى هؤلاء (العقلاء)

إنه لا يبقى إلا القانون وازعا، والقانون يمثله الشرطي، فإن أنت لم يرك الشرطي فقد جاز لك أن تسرق وتزني وتعمل السبع الموبقات. وهذه كانت شريعة إسبرطة، كانت السرقة جائزة ما لم تكشف، فأين هذا من خوف الله وازعا؟ إن المؤمن له من إيمانه شرطي مرافق لا يفارقه، يمنعه من كل محرم. فهل من المصلحة يا حضرات العقلاء الكبار جدا، أن تمحوا هذا الوازع من النفوس؟

وماذا يضركم أو يضر النصارى أو اليهود أو الإنس أو الجن إن كان دين مصر الرسمي الإسلام؟ هل أمر الإسلام يوما بظلم أحد من الموافقين والمخالفين أو أذن به؟ هل دعا إلى فاحشة؟ هل حارب ثقافة أو علما؟ هل عارض إصلاحا أو تقدما؟

إن ذنبه أنه يحرم الزنا والفسوق والقمار والربا وسائر الفواحش والنفوس تحب هذه الأمور، وتود الانطلاق إليها بحرية كحرية المجنون الذي ينزع سراويله ويكشف عورته ويدخل المسجد، لا تريد من يقيدها ويحجزها.

إنها الخلاف بين الحرية المجرمة والقيد، بين الجنون والعقل فهل تريدون أن نترك العقل ونصير مجانين؟

ومن سيكون الضحية؟ نحن! لأن أكثر هؤلاء لا بيوت لهم ولا بنات ولا أخوات، وهم عزاب فساق يريدون أن نطلق لهم العنان، ليعيثوا في بناتنا وأخواتنا فسادا، فهل نكون رجعيين جامدين إن قلنا لهم: مكانكم إنا لا نستطيع أن نسمح لكم بهذا؟

إننا حين ندعو إلى الدين، وإلى الدولة الإسلامية، إنما ندافع عن أعراضنا وأموالنا، فهل علينا في هذا ملام؟

ثم إن الديمقراطية حكم الأكثرية، ونحن (المسلمين المتمسكين) الأكثرية في كل بلدان الشرق الأدنى، فهل تريد الأقلية المتجردة المنطلقة أن نحكمها فينا؟

أين الديمقراطية إذن؟

الديمقراطية مشتقة من ديموس باليونانية، وديموس هو الشعب، والشعب يريد الحكومة الإسلامية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>