ومن مسببات التعب المزمن أمراض القلب والشرايين والسكري وسوء الغذاء وقلة النوم وفقر الدم والقلق والأقدام المسطحة.
فعلى المرء أن يوزع وقته بحكمة بين العمل والتسلية واليقظة والنوم والكد والراحة وأن يصغي جيدا إلى إنذار التعب المزمن ويتلافاه.
ومن مسببات الشيخوخة الباكرة تدهن الأوعية الدموية أي ترسب المواد الدهنية في الأوردة قبل أوانه، ويعقب ذلك عادة ترسب الأملاح الكلسية فتعيق مجاري الدم ويقل غذاء الأنسجة فيحدث من جراء ذلك ضعف القوى جسديا وعقليا وأمراض التجلط في القلب والدماغ.
وبالإمكان أن نكتشف تدهن الأوعية الدموية قبل استفحاله أو لربما نتلافى حدوثه، أو نؤخر سيره. وذلك بفحص القلب والأوردة والدم والكليتين وبوزن مادة دهنية في الدم تدعى كولسترول يرجح بأنها السبب الأول في تدهن الشرايين. وإذا كان الكولسترول فوق المعدل نلجأ إلى الوقاية بتخفيف وزن الجسم وتحوير الغذاء فتمنع أو تحدد المآكل الغنية بالكولسترول كالبيض والزبدة والأدهان. وعلاوة على ذلك تعالج الأمراض التي تؤدي إلى التدهن إذا وجدت في الفرد وأهمها السكري والتهاب الكليتين المزمن وإدمان الكحول والمهيجات وباستئصال البؤر الصديدية في الجسم، وفوق كل هذا تقنن الحياة بتخفيف الأعمال الجسدية وتربية روح التفاؤل والسرور والاقتصاد في أشغال القلب والكليتين.
٤ - الغذاء وطول الحياة
كلنا نعلم أهمية الغذاء في الحياة. فلا حياة بدون طعان. وإذا لم يكن كاملا فلا يكون النمو تاما ولا الجسم قويا ولا المناعة ضد الأمراض كافية.
وتقدر كمية الطعام تقريبا بحاسة الشبع ووزن الجسم. فلا تأكل أكثر من قابليتك اعتقادا بأن زيادة الأكل تؤدي إلى قوة الصحة. فالجسم يستهلك حاجته فقط وما نزدرده علاوة إما أنه يشوش الهضم أو يصبح عبثا على أعضاء الإفراز أو يترسب دهنا في الأنسجة، أو يعرض المرء إلى الصراع والدوخة وأمراض الجلد والألرجية والأوجاع العصبية.
والأفضل أن يكون الطعام منوعا لأن الجسم يحتاج لترميم أنسجته وللنمو إلى عناصر