ولا ينكر أن آغا أوغلو كاتب اجتماعي قدير يسحر الإنسان بأسلوبه القصصي الرائع، ومعروف بدقة اختياره المواضيع وصوغه إياها في قالب أبي بديع. فيستمتع القارئ بلذتها ويكاد يبدأ بقراءتها حتى يأتي إلى نهايتها دون أن يشعر بألم أو يحس بملل.
حياته:
ولد آغا أوغلو سنة ١٨٦٩ م في مدينة (شوشة) الواقعة في سهل (قره باغ) من بلاد أذربيجان. وكان والده (ميرزا حسن) عالما فاضلا (خواجه). أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدارس بلدته؛ وأتم بعد ذلك تحصيله الإعدادي (الثانوي) في مدينة (تفليس) ومن ثم ذهب إلى (بطرسبرغ) وذلك بغية إكمال دراسته العالية. وقد نجح في امتحان القبول إلى المعهد الهندسي ولكنه أصيب برمد في عينيه فعاد إلى بلدته مضطراََ.
وفي سنة ١٨٨٨ قصد إلى باريس والتحق بكلية الحقوق هناك فنال شهادتها (الليسانس) مع درجة وخلال وجوده في باريس تعرف بكثير من المفكرين واتصل برجال جمعية (الاتحاد والترقي العثماني) وبدأ ينشر مقالات عن الشرق في الصحف الفرنسية. وقد ظهر أول مقال له في صحيفة ولما يتجاوز من العمر عشرين عاماً.
وعاد إلى بلاده سنة ١٨٩٤ م فعين مدرساً في مدارس (أذربيجان). وهناك سعى مع بعض زملائه وعلى رأسهم إسماعيل غاسبرنسكي وحسين زاده وعلي مردان في إحياء الحركة القومية وتنميتها. وتمكن من إصدار مجلتين تركيتين عالج فيهما كثيراً من المواضيع الاجتماعية الخطيرة. وكان يبغي من وراء ذلك إصلاحا عاما شاملا للأقوام التركية الساكنة في بلاد أذربيجان، والجماعات الإسلامية القاطنة في بقاع روسيا المختلفة. فاضطهدته الحكومة الروسية فجاء إثر الانقلاب العثماني في سنة ١٩٠٨ إلى تركيا. فعينته الحكومة التركية مفتشاً في وزارة المعارف. ولكنه تخلى عن هذا المنصب بسبب انتمائه إلى حزب الاتحاد والترقي.
واتصل بعد ذلك بالمفكر التركيب الكبير (ضياء كوك آلب) وببعض الكتاب الآخرين واشتغل معهم في ساحة القومية، فأسسوا مجلة (تورك يوردي) لتكون لسان حالهم في معالجة المسائل الاجتماعية والوطنية.