للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلية. فعند شلر إذن كانت هي الهدف الأساسي الذي تتجمع حوله جميع الأهداف الثانوية الأخرى، ولم تكن الشهرة نفسها والتمايز العالمي لعينيه في قليل أو كثير، فسلوكه اللطيف المخلص هو الذي كان يجذب إليه الأصدقاء، وقد كانت حياته المستقيمة المسالمة مدعاة احترام الجميع، والذين عرفوه خير المعرفة أحبوه أشد الحب.

علاقته بجوته

ولعل أهم ظرف أحاط بحياته الأدبية هي علاقته بجوته. . ولو استعملنا تعبيرنا السابق لقلنا: لو فرضنا أن شلر كان قسا لكان جوته مطرانا، وهذا الأخير هو الذي رسمه للكهنوت ومنه حصل على النور القدسي. لقد كانت علاقتهما حدثاً قل نظيره في تاريخ الأدب للأسف الشديد، وكانت علاقتها علاقة خالصة من كل زعل وبعيدة عن كل أنانية كما كانت الحالة بين (سوفت) و (بوب) اللذين كانا يتقاسمان السراء والضراء وتجمعهما رابطة الكبرياء. وقلما يتفق الناس بمثل هذه الأحوال ولأغراض من هذا النوع إذا وزنت في الميزان الاقتصادي ساوت وزن خيوط العنكبوت. ويظهر أن بعض العقبات الدولية وقفت في الطريق كما أن بعض التحامل من قبل الطرفين وقع وكان الواجب يقضي بالتغلب عليه. ولعدد من السنين يكن في الإمكان تقابلهما إما لسبب عرضي أو جوهري، وكانت مقابلتهما الأولى غير مشجعة. يقول شلر في هذه المناسبة: (هذا الاجتماع لم يقلل من الفكر العظيمة التي استحوذت والتي كنت قد كونتها مقدماً عن جوته. ولكنني أشك فيما كنا سنتصل في المستقبل مع بعضنا البعض الآخر اتصالا وثيقا فكثير من الأشياء التي تهمني لم يعد لها أي ذكر لديه، وطبيعته في جملتها وتكوينها في الأصل تختلف عن طبيعتي. كما أن عالمه ليس عالمي. ويظهر أن أساليب فهمنا للأشياء تختلف اختلافا بيناً. وطبيعي أن اتحاداً من هذا النوع لا يمكن أن ينتج ألفة وثيقة ثابتة) ومع ذلك فبالرغم من بعض التحامل الخطير من قبل جوته، إن لم نقل شيئاً من الحسد الوضيع الذي كان من الممكن سيطرته على أي شخص آخر في مثل هذه الظروف نفسها، نقول بالرغم من هذا كله فإن الذي لم يكن محتملا وقع وكانت النتيجة أن توثقت الصداقة بينهما واشتدت الألفة ولم يفرق بينهما غير الموت. وإذا نحن اعتبرنا الوضعية النسبية لكل من الطرفين وسلوكهما في هذه القضية فعلينا أن نعترف أن كلا منهما كانت لا تعوزه الفضيلة الاجتماعية كما أن حب الإيثار كان

<<  <  ج:
ص:  >  >>