للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لأي نوع من أنواع الكفاح، وتصبح لا هي قادرة على منازلة الاستبداد، ولا هي مستطيعة السير موحدة القوى في مسالك العلوم والفنون، أو الضرب في آفاق التجارة والمعاملات وغرها من مقومات الحضارة الحقيقية في هذا العالم.

وطبيعي بعد ذلك أن لا تستطيع بلاد الأحرار الرضا بما هو من شأنه إلحاق كل هذا الأسى بكيان المجتمع، واستجلاب كل هذه الويلات والكوارث له. .

إننا نغرس في نفوس مواطنينا شعور الكراهية والبغضاء نحو هذا الداء الوبيل منذ نعومة أظفارهم وعهود طفولتهم، ولا ننظر نظرة ارتياح وتسامح إلى شكوى أبنائنا بعضهم من بعض، ونعاقبهم بقسوة متناهية على حوادث التهم والافتراءات التي تحدث بينهم، ونشهر بالصبي الذي يتجسس على أي عمل من أعمال زميله ردعا لغيره وزجرا.

وقصارى الكلام، أننا نبذل أقصى جهودنا قولا وعملا، لكي نبث شعور الكراهية والمقت في القلوب الفتية نحو داء الجاسوسية المرذول. وعندما يشب هؤلاء عن الطوق ويترعرعون، تتهيأ لهم فرصة الاطلاع على دستور البلاد وفهم مغازيه أيضا. . وحينئذ تكون الجاسوسية قد زالت بكلبتها من البلاد. .

- أيها الأستاذ. . إن إيضاحاتكم هذه قد أحدثت انقلابا في كياني، إنني أشعر بالحاجة إلى أن أخلو إلى نفسي وإلى أفكاري الآن، فهل تسمحون بأن نكتفي بهذا القدر اليوم!

- حسنا! سنحضر بعد يومين، ثم نهضوا لمصافحتي وانصرفوا

يتبع

أحمد مصطفى الخطيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>