للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من ألوان الأدب. . . فقد مرت بمصر فترة، كانت الصحافة وهي التي تلمك زمام الإنتاج تحرص على أن تقدم للقراء تلك الألوان التي تتصل بالغرائز والرغبات الرخيصة.

وقد جندت لهذا اللون بعض كبار الكتاب الذين حرصوا على (القدر) الضخم من الأجر، متجاهلين تاريخهم القديم، وماضيهم المعروف.

ولاشك أن الأدب الرفيع قد تقلص تحت ضربات هذا اللون الجديد، وانزوى وآثر هؤلاء الأدباء الانزواء أيضا.

وقد حق لنا الآن أن نطالب هذه الأسماء بأن تستأنف جهودها وعملها مرة أخرى بعد أن بدأت بشائر النهضة الجديدة التي سيكون (الأدب الرفيع) من أول قواعدها.

السجل الثاني

نظرة واحدة في السجل الثاني الجديد عن سنة ١٩٥١ تعطي فكرة واضحة عن ضعف الإنتاج الأدبي خلال العام.

فعدد الكتب القوية التي يمكن أن يطلق عليها هذا الاسم قليل جدا، بل نادر، وإنما هي مجموعة من الكتب؛ صدرت على طريقة الصحف التي تطبع في سرعة وتكتب في سرعة. . والتي ليس فيها بحث عميق، ولا تأمل واضح، ولا دراسة رصينة.

إنما هي مجموعة من الأفكار، كتبت ونشرت، ولما تستوف عناصر الكمال. . فإذا نظرنا في الإحصائيات، وجدنا ظاهرة ضعف الإقبال على القراءة واضحة، غاية الوضوح.

فإذا كان القراء في مدينة كالقاهرة في خلال عام كامل لا يزيد عددهم على ١٩٢ ألف في جميع دور الكتب، الدار الرئيسية والدور الفرعية، أي بمعدل ٥٢٤ قارئ في اليوم، فإن هذا يعطي صورة صحيحة لمدى (إقبال!) القراء على البحث والقراءة والدراسة، مع ملاحظة أن هناك عدد كبيرا - من هذا الرقم - من الطلبة الذين يعاودون التردد على الدار مرتين في اليوم الواحد! وخاصة أيام الامتحانات الأولى والملحقة.

القراءات: ضعف في الكم والكيف

. . وقد رأيت أن أعرف الألوان التي يقرأها شبابنا الذين يترددون على دور الكتب فوجدت في أيدي الشباب في سن السابعة عشر قصص: صورة دوريان جراي،

<<  <  ج:
ص:  >  >>