وليس في قصة من هذه القصص ما يرفع مستوى الشباب من ناحية الفن والذوق أو الخيال أو الأدب، وإنما هي قصص هائجة مائجة، كلها شهوة وإثم وفجور وسرقات.
أنا لا أعيب قراءة القصة الممتازة، كقصص شكسبير وبرناردشو وجوته ولامرتين. .، فهي تربي في الشباب روح البيان والإنشاء والكتابة.
وإذا كنا نعيب على الشباب البعد عن القراءة، بصفة عامة والقراء النافعة بصفة خاصة. . فإننا لا ننسى أن نذكر أن وسائل طلب الكتب في دار الكتب ما تزال معقدة، فإذا طلبت دوريات الصحف في الغروب قيل لك أنه ليس بالمخزن نور، وإذا طلبت أكثر من أربع كتب رفض طلبك، هذا فضلا عن عدم وجود مراجع كاملة واضحة.
. . أما إذا كان هناك أديب من الأدباء أو مفكر من المفكرين يريد أن يبحث فنا أو مادة. . أو علماء، فإنه لا يجد ما يعينه إذا لم يكن له صديق من موظفي دار الكتب وتلك ملاحظات خفيفة نهديها إلى الأستاذ الكبير توفيق الحكيم.
أدب الجيش وتاريخه
من الملاحظة أن تاريخ الجيش المصري لم يكتب بعد على وجه موسوعي أو كامل. . وذلك نقص، إن كنا قد قصنا فيه في الماضي، فإننا يجب أن نتلافاه اليوم.
الحق أن جيشنا له تاريخ مشرق، منذ عهد طويل، منذ الفراعنة عند طرد الهكسوس. . وعندما وقف وقفته في كوتاهية، ومواقفه في فتح عكا وبطولته في عين جالوت.
وهو الجيش المصري الذي رد الصليبيين، في المنصورة ودمياط، ورجاله الأبطال الذين أسروا قلب الأسد ملك إنجلترا، والقديس لويس إمبراطور فرنسا.
. . ونحن الآن نطالب بأن يكتب تاريخ الجيش من جديد على ضوء البطولة الرائعة التي سجلها منذ سبعين عاما عندما زحف عرابي على قصر عابدين، وبعد سبعين عاما عندما زحف محمد نجيب على قصر رأس التين وخلع الفاروق.
إن في تاريخ جيشنا، مواقف كثيرة مشرفة، جديرة بأن تكتب على طريقة الأدب والفن لا على طرقة التأريخ، وأن بعض هذه المواقف، جدير بأن ينقل إلى السينما. .، فقد رأينا الكثير من الأفلام السينمائية التي صورت أجزاء من تاريخنا في أوضاع مشوهة،. . وحق