(سر الحاكم بأمر الله) للأستاذ علي أحمد باكثير، فقد عدا فيها على المؤلف عدواناً كبيراً وغير شخصية (الحاكم بأمر الله) - كما أرادها المؤلف - من النقيض إلى النقيض، وحمله من الرأي والفكر ما لم يحمله المؤلف، وقلبه من رجل قوي قادر ذي بطش وذي إرادة وقوة! إلى رجل ضعيف متهالك مهرج دجال، ولا ندري لذلك من حكمة إلا رغبة الأستاذ يوسف وهبي في أن يظهر على المسرح دائما مهرجا دجالا تفرح العامة لرؤياه وتدمى أكفهم بالتصفيق له!
أما تأليفه فهو مجموعة أمشاج وأخلاط ومسوخ شائهة! بل هي سوءات لا أدري كيف يعرضها على الناس، وأشر إلى واحدة منها مما قدمه في العام الماضي وهي التي سماها (٧٠ سنة) فهي فؤوس تهوى على عقول النظارة، وهي صخور يجرها من هنا الميكرفون ومن هناك المناظر السينمائية لأنها لا تستطيع أن تنهض منفردة وأن تعيش مستقلة! وهذا خلط ليس من الفن المسرحي في شيء.
ولذلك فقد كان حسناً جدا أن ابعدوا هذا الرجل عن تلك الفرقة. . والله المسئول أن يهيئ لها من أمرها رشدا في عهدها الجديد.
وأما الفرقة الثانية - وأعني بها فرقة المسرح المصري الحديث - فهي مجموعة من الشباب الذين نالوا حظا غير قليل من الثقافة والمعرفة والدراية بشؤون المسرح، ودرسوا فن التمثيل والإلقاء والإخراج في المعهد العالي لفن التمثيل، فكانوا دما جديدا، وكانوا وثبة جديدة باركناها يوم ظهورها على صفحات (الرسالة).
ولقد سلخت هذه الفرقة عامين من عمرها، ونهضت فيها نهضة مشكورة، واستطاعت إلى حد كبير أن تثبت وجودها في عالم المسرح، وقدمت للناس عددا لا بأس به بين مؤلف ومترجم من أمثال (مسمار جحا)، (مريض رغم أنفه)، (حورية من المريخ) وسواها مما رآه الناس وحمدوا لها حسن اختياره، فإن اختيار الرجل دليل عقله، وإن الشاعر القديم ليقول:
قد عرفناك باختيارك إذا كا ... ن دليلا على اللبيب اختياره
ولكن الحق يقتضينا أن نأخذ عليها أنها قدمت توافه خسيسة ضئيلة القيمة من أمثال (دنشواى الحديثة)، (كسبنا البريمو) مما سبق أن أفضنا في الحديث عنه.