للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد اضطر الوزن والقافية الشاعر إلى تحريف بعض الألفاظ أو حشوها حشوا بحيث لم تناسب معانيها التي سيقت من أجلها، فالشاعر يقول:

ومن يهم بعظيم يتحد معه ... في الرأي والفكر قبل الوسم والأرم

والوسم بمعنى الجمال خطأ وصحتها الوسامة. . كما أن الأرم بمعنى الخلقة خطأ وصحتها الأرم بسكون الراء. (القاموس المحيط)

ويقول الشاعر:

وشرع أحمد بالقرآن وحدكم ... وجد في أمركم بالحب والسلم

و (سلم) بالتحريك خطأ أيضاً وأصلها (سلم) بكسر وفتح السين وسكون اللام.

ويقول الشاعر:

فأربا بنفسك أن تنهار من ألم ... واربأ بحسنك أن يكمد من سأم

و (يكمد) بتشديد الدال بمعنى (يستحب) خطأ والصحيح يكمد كما في المصباح المنير

ويقول الشاعر:

آياتك الغر إعجاز تنزه عن ... ند وليس دعى الحب كاللدم

ويقول:

إن كان ينجح طب الناس في جسد ... فأنت تفعل بالأرواح كالحسم

ويقول:

فاستجمعوا أمركم فالله وحدكم=والمكر فرقكم في حومة الجسم

فما معاني: اللدم والحسم والجسم التي يقصدها الشاعر والتي تتناسب مع المعنى؟ لا أدري ولا تدري قواميس اللغة. ولا شك أن القافية قد اضطرت الشاعر إلى حشو هذه الألفاظ. وفي القصيدة هذا البيت:

محمد رد من ضلوا وعلمهم ... حق النساء اللواتي كن كالرمم

ولا شك أن تشيبه النساء بالرمم شيء لا يقره الذوق السليم. فإن من طبيعة الرمم أن تعافها العيون وتفر منها الأنوف. وليس هذا من طبيعة الجنس اللطيف. وإذا كان الشاعر قد أراد أن يبين مدى إهمال النساء بالجاهلية وأن يصور النظرة التي كان العرب ينظرونها إليهن فقد كان يجب أن يشبههن بشيء مهمل ولكن ليس قذرا بشعا كالرمم. وكان الأحرى أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>