ميزاناً تقاس فيه الحوافز المختلفة؛ بل إن الروح شيء حي ذو قوة وحرية وهي تقوم بخدمة الحق والفضيلة والخير. ولكن الأوضاع في الظروف الحاضرة تقاس بمقياس أقرب ما يكون إلى العقل والرزانة. فمن جهة نرى أن الطريق الهادي الذي يقوم بتعبيده كثير من الأخلاقيين، ومن جهة أخرى نرى الاضطراب سائداً في صفوف الجماهير في هذا السجن - الذي ندعوه بسجن الحياة - وزعماء هذه الجماهير يجعلون من المنفعة إله هذه الأيام، والبنتاميون يمثلون المجلس الروحاني الأعلى لهذه الطائفة التي ديدنها السعي لملئ بطونها وحسب، وبالرغم من أننا لا نملك موهبة التنبؤ، إلا أننا يمكن أن نقول إن هذه النار التي تتأجج في صدور الكثيرين من الناس ذوي النفوس المخلصة ستنتهي بمعركة حامية الوطيس حاسمة المصير، ومحور هذه المعركة سيكون بين العقل والمادة؛ ولكننا في هذا الذي نقوله خرجنا عن سواء السبيل. . وسنعود إلى هذا الموضوع مرة أخرى إذا سمح لنا الوقت بذلك.