للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عنهم طغيان الناشر الذي قلما يكون عالما بتلك الكنوز التي توضع بين يديه لإخراجها للناس، وهو لا يقدرها من هذه الناحية أبداً وإنما يقدر مدى إعجاب القراء لها، فهو يتخير منها الأنواع التي يراها صالحة للتجارة فحسب.

ومن قبل، مات الأدباء، فلم يجد أهلوهم ولا أبناؤهم من ورائهم شيئاً. . كانت أسماء هؤلاء الأدباء تملأ ما بين المشرق والمغرب، وكانت مؤلفاتهم المتعددة في كل الأيدي، ومع ذلك فلم يكن من وراء هذه المؤلفات مال كثير أو قليل يمكن أن يجده أبناء هذا الأديب. لقد باع المؤلف الضخم الاسم، الفقير، حق مؤلفاته للناشرين لقاء مبالغ تافهة قليلة كسب الناشر عشرات أضعافها بل لا أغلو إذا قلت مئات الأضعاف.

وقد أشار الدكتور طه حسين إلى المؤتمر الذي عقد في جنيف في أغطس الماضي، ليضيع حق المؤلف في صورة اتفاق دولي وإن كانت مصر لن تستطيع أن تشترك في هذا الاتفاق الدولي، إلا إذا أصدرت قوانين حماية المؤلف في مصر أولا. . وهناك قانون تنظيم حق المؤلف في مجلس الشيوخ، وهناك أخر في مجلس النواب، ناما منذ أمد في العهد الغابر. وفي إشراقة العهد الجديد الذي يضع الأسس الصالحة لغد أفضل، نرجو أن يتحقق للمؤلف وضعاً كريماً يمكنه من أن يتفرغ للإنتاج، ويتجرد للعمل الخالد الباقي.

بدء الموسم الأدبي

من الأسئلة التي ترددها دوائر الأدب: هل العام الدراسي هو عام الإنتاج الأدبي، أم العكس هو الصحيح؟ وهو أن موسم الأدب يبدأ عندما تنتهي الدراسة. والحق أن الصيف لم يكن حتى الآن - في مصر - موسما أدبيا، فلا بد أن يكون بدء الموسم الدراسي، وإقبال الخريف، هو علامة الفصل الذي تنشط فيه دوائر الأدب والفن. . وبعد قليل ستحفل الجرائد بباب (محاضرات اليوم)

ونحن نتوقع أن يكون الموسم هذا العام خصباً، وأن أصوات المفكرين ستتداعى إلى الإصلاح والإنشاء والبحث، في حرية وقوة وطلاقة، وقد أظلها العهد الجديد بعد أن رفع من كرامة (الإنسانية). . هذه الكرامة التي سيظهر أثرها في انطباعات نفوس الأدباء والمفكرين، ثم في إنتاجهم!

أدب الثورة

<<  <  ج:
ص:  >  >>