ولن يتأخر طويلا أدب الثورة. . فلا شك أن الحرية والكرامة. . التي هي طابع العهد الجديد ستعطي للمفكر مشاعر جديدة. . ستملأ نفسه بالقوة. إن كل مشروع، وكل إنتاج، وكل عمل صالح يدرس الآن بعناية، وتتلقفه أيد أمينة، ونفوس مليئة بالحيوية. . تريد أن تنشر الضياء على كل مرفق من مرافق الحياة. . فما بالك بقلب الحياة: الأدب والفكر.
لقد انتقلت مصر في لحظات من الهزال البغيض إلى الجد الصارم! هذا طابع العهد. . وهو طابع العهد.
العمل، الوقت، المشاريع، الإصلاح، الغربلة، التنقية!
سوف تختفي من النماذج الإنسانية صورة (المتواكل) و (اللص) و (الخطاف) و (الأثيم).
وسوف تختفي (المرأة) الجاسوسة، أو المسيطرة على الزعماء.
وسوف تختفي صورة (الخادم) الذي يملك من السلطان أكثر ما يملك الوزير!
ستكون النماذج الإنسانية الجديدة، قوية، حية، عليها سيماء النقاء والطهر، ستكون أهداف الأدب الجديد عالية، في سبيل الوطن والحق والمثل العليا.
لقد خلفت مصر وراءها روح الجمود، واليأس، والحقد، والصراع على المطامع، وبدأت صفحة جديدة من الوحدة، والتعالي عن الرغبات الشخصية، وسيمتد هذا الأثر ليس إلى الأدب والفكر وحده، ولكن. . إلى المسرح، والصحافة، والإذاعة، والنحت والموسيقى، ونحن نرى البواكير هذه الأيام في مسرحيات جديدة قد اختفت منها تلك الغرائز المهددة، والمناورات السخيفة، والنزوات الطائشة، ونرى قصائد وأغاني فيها روح الثورة. .
ونأمل أن نرى على الأيام فنا أقوى. . يتجه إلى السماء!
الأدب في سوريا
في مجلة (الوعي). . هذه المجلة الأدبية الإسلامية الأنيقة، في عددها الجديد الذي صدر هذا الأسبوع كلمة عن الأدب في سوريا بمناسبة العهد الجديد، رأيت أن أنقلها تسجيلاً لأثر العهد الجديد هناك، فقد كتب الأستاذ زكي المحاسني يقول (في سورية الحاضرة، أدباء وشعراء وأهل نقد، وفنون، بعضهم جامعيون، وبعضهم مدرسون، وبعضهم من أهل المجمع العلمي السوري، ويعدون من أهل الصحافة أو الوظائف، وفيهم أشياخ وشبان، وبعض