يهمهم التدقيق في مسألة الدفاع عن الشرق الأوسط على ضوء المصلحة الجوهرية للحكومات والشعوب العربية؛ وعلى ضوء البرامج التي وضعها كلا المعسكرين المتخاصمين - السوفيتي والغربي - لاكتساب الشرق الأوسط إلى الحظيرة.
وإن من الطبيعي أن يتسرب إلى معالجة هذا الموضوع الآراء الشخصية التي يحملها كاتب هذه السطور، فمهما تعمد الكاتب التجرد في تحليله لمسألة من المسائل فلا مفر له من أن يبث في ثنايا السطور أطرافا من تفكيره الخاص.
والعذر الصحيح الذي يبرر لكاتب هذه السطور إقدامه على دراسة مسالة الدفاع عن الشرق الأوسط كونه قد شغل بهذا الموضوع وتتبعه بدقة في مراحله العديدة، وحاول أن يلم بخفاياه وظواهره، وأن يجمع أكبر عدد ممكن من الوثائق، وأن يزن مسألة الدفاع عن الشرق الأوسط بميزان التحليل المقارن لمسائل الدفاع عن مناطق جغرافية أخرى كالحلف الأطلنطي والجيش الأوربي وميثاق الدفاع عن الباسفسكي والتحالف الروسي - الصيني في الشرق الأقصى ومكانه الشرق الأوسط في كلا المعسكرين السوفيتي والغربي.
وعلى ضوء هذا التمهيد فاشرع في استعراض هذا الموضوع في شيء من الإطالة.