لدى الكثير من الأدباء رغبة في تجليته وإظهار أسراره، فإن قليلاً من الباحثين هم الذين تعرضوا للكلام على الميسر، ومن هؤلاء القلة:
١ - برهان الدين البقاعي، المتوفى سنة ٨٨٥ كتب في تفسيره المسمى (نظم الدرر، في تناسب الآي والسور) فصلا كبيرا ممتعا، وقد أفرد المستشرق السويدي (لندبرج): , , يسمي نفسه (عمر السويدي) وطبعه في مجموعة (طرف عربية) في ليدن ١٣٠٣ وسماه (لعب العرب بالميسر في الجاهلية الأولى) وتشتمل الطرفة الأولى على أربعة مؤلفات عدد صفحاتها ١٩١ وفيها هذه الرسالة، ورسالة أخرى هي (رسالة التنبيه، على غلط الجاهل والنبيه) لابن كمال باشا. والثالثة (نشوة الارتياح) للسيد مرتضى الزبيدي. والرابعة (ديوان أبي محجن الثقفي) رواية أبي هلال العسكري.
٢ - السيد مرتضى الزبيدي، شارح القاموس، المتوفى سنة ١٢٠٥، ألف في ذلك رسالة سماها (نشوة الارتياح، في بيان حقيقة الميسر والقداح) ضمنها شرح عبارات البقاعي، مع إيضاح ما أغفله.
٣ - العلامة السيد محمود شكري الآلوسي، كتب فصلاً مسهباً في الجزء الثالث من كتابه (بلوغ الأرب). وقد صنف في ذلك أيضا كتابا سماه (المسفر، عن الميسر) وهو مخطوط لم يتسن لي أن أطلع عليه.
٤ - ابن سيده الأندلسي المتوفى سنة ٤٥٨ كتب فصولا لغوية في الميسر والأزلام، في المخصص (١٣: ٢٠ - ٢٣).
٥ - وهو أهم أثر تاريخي يعتمد عليه، لقدم عهده وجلال مؤلفه، وهو كتاب (الميسر والقداح) لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (٢١٣ - ٢٧٦) الذي نشره الأستاذ المحقق السيد محب الدين الخطيب، الذي أدين له بفضل اتجاهي إلى جهاد النشر العلمي، حفظه الله وأبقاه.
وترجع أهمية هذا الأمر التاريخي إلى الطريقة العلمية التي نهجها ابن قتيبة، وهو استقراء الآثار العربية الأدبية، لاستخلاص هذا البحث النادر، على قلة ما وصل إلينا من تلك الآثار التي يذكر فيها الميسر، وفي ذلك يقول ابن قتيبة مخاطبا من كلفة تأليف الكتاب:
(قد كلفت رحمك الله شططاً، وحاولت عسيراً، لان الميسر أمر من أمور الجاهلية قطعه الله