(حققوا للشعوب حرياتها فإن قلوب الأحرار خير حصن ضد الطغيان والاستبداد والاستعمار).
وفي ١٨٧٦ ثارت شعوب البلقان ضد تركيا وتقدمت روسيا لمساعدتها وهزمت تركيا ووقف الجند الروس أمام القسطنطينية. . وهنا تقدمت إنكلترا وأمرت أسطولها بدخول ميناء البسفور ومقاومة الروس إذا دخلوا القسطنطينية، وأمام تهديد إنجلترا وقفت روسيا ووقعت مع السلطان معاهدة سان ستفانوا ١٨٧٨. لكن إنجلترا لم توافق عليها ودعت الدول إلى عقد مؤتمر دولي لبحث المشكلة؛ وقد اجتمع المؤتمر في برلين في يوليو ١٨٧٨ ووقعت الدول معاهدة برلين وبها تحقق استقلال رومانيا والجبل الأسود والصرب وأعطيت بلغاريا حكومة ذاتية وأخذت روسيا قارص وباطوم واستولت إنجلترا على جزيرة قبرص وبعدها بسنوات احتلت مصر. وتحقق لإنجلترا ما تبغيه من إبعاد روسيا عن القسطنطينية.
وتتجلى أهمية القسطنطينية في نظر روسيا في الحديث الذي دار بين القيصر إسكندر الأول ونابليون الأكبر إمبراطور فرنسا، وكان نابليون يطمع في صداقة القيصر ليتمكن من هزيمة عدوته اللدودة إنجلترا.
قال القيصر (القسطنطينية هي مفتاح بيتي ويجب أن يكون في حوزتي).
فرد نابليون (القسطنطينية! من المستحيل. . إن هذا معناه تكوين إمبراطورية عالمية).
وهكذا لم يستطع القيصر والإمبراطور الاتفاق بشأن القسطنطينية، وكان ذلك من أهم أسباب اختلافهما وانضمام روسيا إلى إنجلترا ضد نابليون مما كان له أكبر الأثر في القضاء على نابليون. وهكذا نرى أن المسألة الشرقية كانت عاملا كبيرا في سقوط نابليون وفي تحويل مجرى التاريخ.
وفي ١٩٣٩ عقدت روسيا مع هتلر ميثاق دم اعتداء مما كان له أكبر الأثر في نشوب الحرب العالمية الثانية، وفي اعتقادي أنه لولا هذا الميثاق لما نشبت الحرب.
اطمأن هتلر إلى روسيا وقام يحارب، وأحرز جنده النصر في كل مكان، وسرعان ما سجدت أوربا تحت أقدامه واحتل البلقان، وهنا تقدمت روسيا تطلب أن تعطى ميناء على البحر الأبيض، ولكن هتلر رفض، فانضمت روسيا إلى إنجلترا، وكانت الدولة الأوربية الوحيدة التي بقيت صامدة أمام هتلر وإلى أمريكا. وكان انضمام روسيا إلى إنجلترا وأمريكا