وكان ذلك خطراً يهدد مصالح إنجلترا في الشرق. ثم أن روسيا كانت تستطيع الوصول براً إلى الهند.
وهكذا وجدت إنجلترا في مطامع روسيا خطراً عليها ومن ثم وقفت بجانب تركيا وأخذت تعمل على المحافظة عليها ولكنها لم تر بأساً من اقتطاع كثير من أملاكها في الوقت المناسب.
ويتجلى اهتمام إنجلترا بمصير تركيا في وقوفها بجانبها هي وفرنسا أثناء حرب القوم ١٨٥٣ - ١٨٥٦ وهي الحرب التي شنتها روسيا على تركيا وانتهت بانتصار إنجلترا وفرنسا وتركيا عليها وكان سببها مطامع روسيا في تركيا.
في ١٨٤٤ زار قيصر روسيا نقولا الأول إنجلترا وتحدث مع لورد أبردين وزير خارجيتها حديثا عبر به عن سياسة روسيا إزاء تركيا:(إن تركيا رجل مريض يحتضر ويخشى أن يموت فجأة وحينئذ يحدث خلاف بين الدول حول تقسيم تركيا ولذلك فمن الأجدر أن تتخذ الدولتان إنجلترا وروسيا الاهبة لمواجهة الموقف وخير لهما أن يتفقا على تقسيم لأملاك تركيا) وقد كرر القيصر حديثه هذا مرة أخرى مع سفير بريطانيا في روسيا ١٨٥٣ وكان ذلك من أهم الأسباب التي دعت إنجلترا إلى الدخول في حرب القرم ضد روسيا، فقد كان بلمرستون رئيس وزراء إنجلترا يؤمن بأن ما يقال كل يوم من أن تركيا رجل مريض يحتضر كلام فارغ لا يؤبه له؛ وأنها لو أعطيت وقتا كافيا بدون قلاقل أو متاعب لاستطاعت أن تصلح من شأنها وأن تستعيد مجدها كدولة قوية لها وزنها في السياسة الدولية.
وفي معاهدة باريس ١٨٥٦ أعطيت تركيا الفرصة الملائمة وحرم على روسيا أن تنشئ قواعد حربية على شواطئ البحر الأسود إذ أن يكون لها فيه أسطول حربي وأعلن حيادالبحر الأسود.
لكن تركيا لم تقم بالإصلاح المطلوبولم تنزل شعوب البلقان عن مطالبها القومية فقد كانت تريد الاستقلال عن تركيا. وكانت الدول تخشى أنه في حالة استقلال هذه الدول: رومانيا والصرب والجبل الأسود وبلغاريا. . أن تقع في يد روسيا