(في هذه الآونة التي تتنفس فيها البلاد من شر ما جثم على صدرها في العصور الغبرة، تمتد يد التطهير المباركة إلى كل مرفق من مرافق الدولة لتغسله من الأدران التي علقت به حتى يغدو نظيفا، يؤدي واجبه بدقة وأمانة.
. . أرى مرفق الأدب قد وضع في زاوية مهملة، وقد أغفله الأدباء ولم ينظروا إليه نظرة تعيد شامخ مجده!
وأنت تعلم يا سيدي أن الدخلاء على الأدب كثيرون، احترفوا الإمساك بالقلم، وهم لا يعرفون كيف يضعونه بين أناملهم ويوجهونه التوجيه الصحيح الذي يرسم العبارات في استقامة ونضوج، واتخذوا من بعض الصحف والأوراق الرخيصة ميدانا يعرضون فيه عملتهم الزائفة.
وقد راجت هذه العملة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. . وأقبل عليها طلاب المدارس والمعاهد والجامعات وكثيرون من أبناء الشعب، فتغذوا بلبانها، وأصبحت عمادا لهم في الإنشاء والتعبير!
ولأنك لتجد الحسرة والألم يغمران قلبك ونفسك وكيانك كله حينما تفتش عن روح أدبي بالمعنى القيم في المحيط التعليمي! لأنك سوف لا تعثر لا على أشخاص يصفون الكلمات في غير تناسق، ويخلقون عبارات ميتة خالية من الحياة، مما صير الذوق الفني في خطر!
ولولا البقية الباقية من السلف الصالح والشبيبة المتوثبة ممن تفتحت عيونهم وعقولهم، لأصبحت سوق الأدب في انهيار تام
أليس من واجب علماء القلم، وشيوخ الأدب، وحملة المشاعل، أن يجعلوا من أنفسهم قوامين على التراث الذي امتدت إليه يد العبث والضياع!).
هذه كلمات تفيض بالإيمان والحماسة، وتكشف عن روح أدبية خالصة، نحن ننشدها في شبابنا الجديد في العهد الجديد
وها أنت ترى يا صديقي أن (الرسالة) تواصل رسالتها، وتحتمل في سبيلها كل عنت. .