للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مشوهة تجعل منه عقبة في سبيل كل إصلاح. فإذاكان توحيد الزي وسيلة من وسائل الإصلاح فالإسلام يؤيده ويؤازره ويباركه ويدعو له، لان الإسلام لم يحتم على الناس زيا خاصا، ولا يتحكم في أزيائهم، بل يتركها لتطورات الزمن واختلاف البيئات فقد كان الرسول (صلوات الله عليه) يلبس القميص والجبة والقباء والحلة والبردة وما إلى ذلك وكان يلبس العمامة وتحتها القلنسوة، والقلنسوة بغير عمامة، والعمامة بغير قلنسوة، ولبس العمامة الخضراء والبيضاء والسوداء، ولبس الصوف والقطن والكتان، وكان هديه في هذا أن يلبس الإنسان ما تيسر له. .

تثور مواكب الجمود على القبعة لأنها من أزياء الكفار. . . ومن تشبه بقوم فهو منهم. . . ولا بد أنها لا تفقه أن رسول الله (ص) ارتدى (مستقة) - وهي نوع من الثياب - أهداها له ملك الروم، وانه (ص) ارتدى (القباطي) وهي نوع من الثياب أيضاً كان يصنعه أقباط مصر. فانظر كيف تؤول حديثه الشريف تأويلاً فاسداً، وتفسره تفسيراً يتفق مع جمودها وجهلها وتزمتها

والإسلام لا يعيب على المسلمين أن يتبعوا سنن من سبقهم إلى الإصلاح، ولكنه يعيب عليهم أن يقفوا إزاء الإصلاح موثوقي الأكتاف أو يقفوا في طريقة عقبة كأداء. والإسلام مرة أخرى لا يتحكم في الأزياء ولا يزج نفسه فيها، لان الأزياء مرتبطة بتطورات الزمن وأمزجة الشعوب وهو أيسر من أن يعوق تطور الزمن، أسمى من أن يحجر على أمزجة الشعوب.

وبعد. . فنحن مضطرون إلى أن نهمس في إذا ن دعاة مهزلة توحيد الزي حتى يعلموا إلى أي واد هم مسوقون. وليدركوا أن العهد الذي كان يشجع أشغال الرأي العام بسفساف الأمور قد انقرض إلى غير رجعة، وان الوعي الجديد لن يسمح بعد اليوم بان يستغل استغلالاً سيئاً يشينه ويشين البلد معه، وخير لها أن تعلو بهمتها إلى ما يفيد الوطن والمجتمع، من أن تبعثر جهودها لتتلاشى في مهب الريح؛ ومضطرون أيضاً إلى أن نهمس في إذا ن مواكب الجمود حتى تفيق من جمودها، وتعلم أن الإسلام ليس سلعة رخيصة تلقى بها في كل سوق، وليس مطية هينة تحترففوقها الدجل والشعوذة، وتصطنع الجدل والثرثرة؛ لانالإسلام اكرم على الله وعلى المسلمين من أن يكون شيئاً من هذا أو ذاك وخير

<<  <  ج:
ص:  >  >>