للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وفي المرتين اللتين حاولت فيهما الكتلة - الانجلوفرنسية أن تقضي على النفوذ الألماني كانت عوامل الشقاق بين الإنكليز والفرنسيين تلعب دوراً هاماً في توجيه السياسة العالمية وقد برز هذا الشرق في أعقاب الحرب العالمية على اشده في قضية سوريا ولبنان وفي مستقبل المستعمرات الإيطالية السابقة التي كانت سياسة بريطانية إزاءها تختلف الحد بعيد عن سياسة الفرنسيين.

ولما أن دخل الاتحاد السوفيتي دخول العملاق إلى المجتمع الدولي في أعقاب الحرب العالمية الأخيرة أخذت العلاقات الدوليةتمر في طور جديد كان مشجعها على إحياء مبدأ سياسة توازن القوى وبعثها من جديد. فالأيديولوجية السوفيتية وإن كانت لا تنص على مبدأ توازن القوى إلا أنها تحتوى على مبادئ ابعد من هذا المبدأ - مبادئ تؤكد بان لا مجال للوطن الشيوعي الأم (وهو الاتحاد السوفيتي) إذ أراد أن يعيش سالما معززاً إلا إذاتم تحويل العالم بأسره إلى النظام الشيوعي.

ومهما حاولنا أن نعلل الأسباب الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية التي دعت إلى زيادة التوتر بين روسيا السوفيتية وحلفاء الغرب في عام ما بعد الحرب العالمية الأخيرة فلا سبيل إلى الإنكار بان مبدأ التوسع الشيوعي يستند إلى هذه النقطة الجوهرية في تعاليم ماركس وشرح لينين وستالين عليها - هذه النقطة هي ضمان السلامة والاستقرار للاتحاد السوفيتي بتوطيد الشيوعية في العالم بأسره على أن يتم ذلك بالتدريج. وفعلا لم يجد الاتحاد السوفيتي صعوبة في السعي لتحويل المناطق الجغرافية المجاورة له إلى حصون شيوعية كما تشهد بذلك مجموعة الدول الشيوعية شرقي أوربا في البلقان وفي الشرق الأقصى (في الصين وكوريا الشمالية ومنغوليا والتبت). وبذلك استطاع الاتحاد السوفيتي إيجاد كتلة سياسية شديدة البأس والحول لا يواجههافي المجتمع الدولي كتلة مماثلة في القوة والنفوذ.

وكانت هذه الوضعية في حد ذاتها بعثا لمبدأ (توازن القوى) الذي أرغم به سياسة القرنينالثامن والتاسع عشر - وسواء جاءت ميلاد هذه الكتلة الشيوعية الجديدة عفوا أم كان أمراً مدبراً فالذي يعنينا منه انه استدعى ميلاد كتلة دولية قوية الدعائم شديدة الحول لها في ميزان القوة العالمية اعتبار هام.

وهنا يجب أن نستذكر بان العائلة الدولية في المرحلة النهائية في الحرب العالمية الأخيرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>