فلا غرابة إذن أن يصرح المستر ايدن وزير خارجية بريطانيا في افتتاح الدورة الثانية لمجلس الحلف الاطلنطي. (ان الدول الغربية لم تكن راغبة في الاندفاع في التسلح (بعد الحرب العالمية الأخيرة) إلا بعد أن اضطرت إلى ذلك لتحفظ ميزان القوى في حاضر العالم)
توازن القوى في هيئة الأمم
جوهر ميثاق الأمم المتحدة هو ضمان التعاون الدولي لصيانة السلم وهو بمعنى آخر اللجوء إلى مبدأ الدفاع المشترك ضد من وما يخل بأمن العالم وسلامته، فهذا الجوهر إذن على طرف النقيض مع مبدأ (توازن القوى) وقد وجدنا كيف اندفعت الوفود في هيئة الأمم في اتجاه التكتل ومعالجة المشاكل والقضايا وصياغة التوصيات والقرارات على ضوء المصلحة المشتركة للدول المتكتلة.
وكان من الطبيعي أن يزداد التوتر بين الكتل السياسية داخل هيئة الأمم عاكسا بذلك تساير الحوادث والمشاكل وازدياد التوتر بين المعسكرات السياسية المتطاحنة خارج حظيرة الأمم المتحدة.
ولا تسألن من هو الملوم عن ميلاد هذا التوتر - هل هو سوء نية الرأسمالية الأمريكية إزاء الدعوة الشيوعية أم هو طبيعة تعاليم الماركسية وسعيها من وراء الستار - عن طريق الجماعات الشيوعية المنظمة في كل بلد، فقد تفاعلت في تساير العلاقات الدولية في سنوات ما بعد الحرب عوامل عديدة أدت إلى نمو سياسة التكتل داخل هيئة الأمم.
ووجد كلا الطرفين في مستهل عهد الأمم المتحدة أن لهذا التكتل أثماناً وشروطاً لا تتوفر في بعض الحالات الهامة. فهيئة الأمم ليست منظمة رأسمالية ولا هي مؤسسة شيوعية. ورغم أن القول الفصل في أعمالها ونشاطها مقيد باتجاهات الدول الكبرى صاحبة القول الفصل وحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن؛ إلا أن للدول الصغرى أكثرية عددية كفيلة بأن تعاكس (الفيتو) وتشاكس الدول الكبرى في نفوذها في صياغة القرارات ووضع التوصيات وفي التصويت عليها.
وحاضر السلوك السياسي اليوم في هيئة الأمم المتحدة يشهد بان الحالات التي استطاعت