ولكن الدخول في النوم يحتاج إلى تفسير آخر يضاف إلى العزوف الباطني اللاشعوري عند القراءة. ذلك أن كثيراً من الناس يعتادون القراءة وهم مستلقون على ظهورهم كأنهم نائمون، ليكون الوضع بالنسبة إليهم مريحاً، وهذا الوضع بالذات يهيئ إلى النوم. ولذلك ينبغي على مثل هؤلاء إذاأرادوا التخلص من النوم أن يتخذوا لأنفسهم عادة أخري وهي الجلوس في هيئة جادة، ويحسن إلى جانب ذلك إلا يخلعوا الملابس الرسمية التي يخرجون فيها، وإلا يلبسوا ملابس البيت. هذا إلى أن النظر في حروف الكتابة مع وضع الرأس إلى الخلف في حالة أن يكون القارئ مضطجعاً يتعب العين ويجهدها، فيكون مثل هذا الشخص مثل الوسيط الذي ينوم تنويما مغناطيسياً.
فلا بد من تغيير الهيئة.
وفي بعض الأحيان لابد من تغيير المكان، كالخروج من حجرة إلى أخري، أو الخروج من الدار إلى الحديقة، أو الخروج من حديقة الدار إلى خارج البيت.
وقد يعالج الإنسان نفسه بأن ينتقل من كتاب إلى آخر، إذ من شأن النفس أن تسأم الطعام الواحد.
وقد يكون الكتاب ثقيلا مملا يبعث كاتبه السأم إلى النفس؛ ومثل هذه الكتب إذاقسر المرء نفسه على قراءتها هي التي تجلب النوم.
فعليك باختيار النوع من القراءات الذي لا يدفعك إلى النوم، ولا تقبل على الاطلاع الشاق الجاد إلا حين تكون في يقظة تامة وصحة جيدة