للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الزراعية، ومحاربة الغلاء الصحراء، وتأميم الطب، وتشجيع الإنتاج القومي، وإلغاء الرتب والألقاب، وعلى المعلم أن يفسح لتلاميذه مجال النقاش بالحصة الشفوية في جو من الحرية والاخلاص، كما يستطيع أن يعقب على كل رأي بما يعن له من توجيه وتصحيح، وبدراسة هذه الموضوعات الهامة يلم الطلاب بمشاكل مجتمعهم وأحداثه الهامة، ويتقبلون ما يدور من الإصلاح بنفس راضية، وصدر منشرح، بل يصبحون من دعائه وحملة لوائه في كل مكان.

وقد كنا في العهد البائد ندرس التربية الوطنية دراسة مضحكة فنكتفي بالمذكرات الموجزة عن البرلمان والدستور والملك ومجالس القرى والمديريات، تاركين للطلاب أن يستظهروا ما يدونونه من القشور الجافة دون أن يتشبعوا بالروح الديمقراطية الصحيحة التي يجب أن تغمر البلاد، وكان من المؤسف أن يحفظ الطلاب فيما يحفظون أن الأمة مصدر السلطات، ويرون بعد ذلكما نعرفه من تزييف الانتخابات وتمزيق الدستور، والعبث بالحريات، كان ذلك في العهد البائد لن يكون في عهد سطعت فيه أضواء الحرية، وعرف كل مواطن حقوقه وواجباته، واصبح المعلم ملزما بدراسة التربية الوطنية تخلق النفوس، وتعرض الواجبات، وتقدس الحرية والعدل والمسأواة، وتجعل كل تلميذ يشعر بكرامته الإنسانية، وينشد وطنه الحرية والاستقلال.

لقد لاحظ بعض الباحثين ما يشيع لدى شبابنا المثقف من جهل بالأحداث الجارية، خارجية وداخلية، حتى أصبحنا نواجه مشكلة دقيقة، اصطلح الكتاب على تسميتها بمشكلة (أمية المتعلمين) فأنت ترى الشاب الجامعي يحمل مؤهلاً عالياً، فتظنوه يلم بما يلم به المثقف عادة من حوادث العالم وشؤونه في وقت كثرتفيه الصحف وتنوعت الإذاعات، ولكنك تناقشه في أمر ذائع فلا تظفر بشيء مما فطن، فترجع باللائمة على الدراسة الجافة التي عكف عليها في مدرسته وجامعته، ونحن لا نريد أن نستمر على هذا النهج المعوج فننشئ شباباً غلف العقول والقلوب، بل لا بد أن نعيد دراسة المنهاج من جديد، فنظم إلى كل مادة ما يخلع عليها الجدة والطرفة ويجري في شرايينها دماء الحياة، نريد أن نبتعد عن التوافه الحقيرة التي لا تفيد الطالب في شيء غير ازدحام الذاكرة بكل مشوه بال، نريد أن نبعد عن التاريخ أرقام الميلاد والوفاة لبعض اللامعات من السلاطين والوزراء، نريد أن ندرس

<<  <  ج:
ص:  >  >>