للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأشهاد، وما اندفع عامل ابله في كفر الدوار إلى قيادة عصابة تحطم المصانع وتحرق المنسوجات، ولو عقل هؤلاء الجهلة من الطغأم لعلموا أن حركة الجيش لم تبعث من مرقدها إلا لتمهد لهم سبيل الكرامة والسعادة والثراء، ومن هنا كان واجب المعلم خطير شاقاً فهو مطالب - فوق واجبه التعليمي - بإزالة الشبه والمفتريات، ولن يقول قائل انه يتدخل بذلك في السياسة، وهي محظورة على التلاميذ، إذ أن السياسة الحزبية التي تقوم على الأشخاص وتغفل المبادئ، هي المحظورة الممنوعة، أما السياسة القومية التي تسعى لخير الوطن واستقلاله، فلن يستطيع عاقل أن يحرمها على الطلاب، ولاسيما أن كل أسرة من اسر الوطن العزيزة تبعث بأفرادها إلى المدارس والمعاهد، فإذا عرف التلميذ من معه وجه الحق فيما يدور على مسرح السياسة المصرية استطاع أن يقنع أهله وذويه بما يقوم العهد الجديد من إصلاح، فيقطع السبيل على الشائعات المغرضة ويأمن الوطن ما يهدده من الزلزلة والانشقاق.

إن دراسة الأحداث الجارية من سياسية واجتماعية، تأخذ نصيبها الأوفر من مدارس الغرب ومعاهده، ولكنها لا تجد في مصر من نظر إليها نظرة جدية، بل يكتفي في بعض المدارس المصرية، بكتابة موجز يومي لأهم الأنباء السياسية، على سبورة توضع في الفناء، واكثر المدارس لا تلتفت إلى ذلك، وتراه عبر لا يفيد التلاميذ في شيء!! وهذا خطا يجب أن يلتفت إليه فالأحداث السياسية هي التي تؤلف تاريخ الدولة، ويترتب على مستقبل البلاد، ولن تكون غير حلقات مشتبكة من سلسلة الحياة، فالمدارس حين يوجه إليها اهتمامه إنما يبصر الأذهان يمثل في الوطنمن أدوار، وقد يقول قائل أن انشغال المعلم والطالب بالأحداث الجارية في مجتمعه يحول دون أداء الرسالة الثقافية التي تضطلع بها المدرسة، إذ أنها ستزاحم المواد الأخرى من رياضة وعلوم ولغات، وقد تكون سبباً فعالاً في هبوط المستوى العلمي هبوطاً لا تحمد عقباه، ونحن نقول أن دراسة الأحداث الجارية في الدولة، والعالم أيضاً، لا يكون بتخصيص أوقات خاصة تقتطع اقتطاعاً، من اليوم المدرسي للتلميذ، ولكن مدرسي المواد العلمية يقومون بهذا الواجب في دروسهم المختلفة دون أن يشعر التلاميذ انهم قد انتقلوا من موضوع لموضوع؛ فمدرسالتعبير مثلا يستطيع أن يجعل مواضيعه الإنشائية تدور حول الاصطلاحات الهامة التي تشغل الاذهان، كتحديد الملكية

<<  <  ج:
ص:  >  >>