اجرد حديثي من عاطفتي وأي عاطفة هي! لقد مزجتنا الآلام ووحدت سيرنا الآمال وعشنا بضع سنين نحيا حياة واحدة تحمل من صميمها من حاضرة شكوى مشتركة وتطل بنا على المستقبل من منظار واحد.
ومجمل ما يجب ذكره أن أقول إنا بتنا نمقت الأقوال نود لو بالأعمال اعتضنا عنها أو كما يقول سليمان في مقدمة ديوانه (ما زلت أوثر أن أحيا على أن أسجل) فكانت حياته شعراً وكان شعرا هذه الحياة الفنية الفتية الغنية بحب الوطنيين (القلب) وطننا الأصغر (والأمة العربية) وطننا الاكبر، وهولا يرى الأول إلا صورة مصغرة من الثاني، وهي ممهدة ومغذية. . ولهذا فأنت لا تفتا تجد في ديوانه انتقالاً رائعاً من الغزل إلى الحماسة تفسره لك هذه العقيدة النبيلة، اسمعه يقول في موشحه (لمن أذوب ألحاني):
لو كنت حراً لأسكرت الوجود على
أنغام حبي. . . وأفنيت الصبا قبلا. . .
استسمج الحسن، بل أستغفر الغزلا
ماذا؟ أأرقص فوق النعش قد حملا
جثمان شعبي فيه، ضاحكا، جذلا؟
أأستحيل كغيري نحوه خشبا؟
وأسخط الله، والتاريخ، والعربا!
لي من هواك. . . جناح سوف أقتحم
برج النضال به، والهول يحتدم. . .
هذى (القيود) التي حولى ستنحطم
لا قدس للحب في أرض ولا حرم
ما نقلت فوقها (مستعمراً) قدم. .
قولي لمن تنكر (الذوبان) ما ارتكبا. . .
هل تأمن النمر المطعون أن يثبا؟
وبعد أن يقول من موشحه (جنة الفن) في أسمهان:
يؤثر الفن لو نسينا (المكانا)