للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فترتين من حياته: المبكرة والمتأخرة، وفي هذا الكتاب نجد البطلة المحبوبة (بوزا) تظهر محلقة في الأجواء، مضيئة صافية نقية وباردة وجافة كالمنارة البحرية. وقد عرف شلر نفسه بان العظمة لا تكمن هنا. وبجهد لا كلل فيه ولا ملل تمكن شلر من التخفيف من غلواء تحليقه وتوسيع رقعة منطقته الأرضية بالهبوط إليها، وقد حدث ذلك في بنجاح منقطع النظير، كما تشهد بذلك أشعاره وأكبر دليل على ذلك قصيدته (نشيد الأجراس)، وهي قصيدة عظيمة بلغت مبلغ الإعجاز في بلاغتها وفي عرضها. ما مأساته (وليم تل). وهي آخر مؤلفاته - فهي في أسلوبها وروحها من احسن ما كتب في الدراما. أما قصوره الوحيد - كما قلنا سابقا - فهو عدم تنازله واختلاطه بالمجتمع، ومما له علاقة وثيقة بهذا القصور سبباً ونتيجة، هو فقدانه روح المزح والملاطفة، هذه الروح التي تعبر عن المشاعر العامة، فينظمها الشعراء شعراً عذباً مستساغاً، فالشاعر المازح يرى الحياة العامة وحتى الوضيعة منها بمنظار المرح والحب، لان كل شئ موجود له سحره الخاص.

للكلام صلة

يوسف عبد المسيح ثروت

<<  <  ج:
ص:  >  >>