يستجيب لها ويرحب بها وينفذها بدقة، واجدر به أن يجعل من نفسه حارساً لها من العبث والاستخفاف بها وقد كان العهد البائد رزءاً ثقيلاً على عبء الشعبالمصري، جعلته لا يلقى لأوامر الحكومة إقبالاً حتى ولو كانت في خدمته أو صالحه، أما وقد انقرض العهد البائد إلى غير رجعة، فالواجب على الشعب أن يفتح أعينه من جديد ليدرك أي عهد يعيش، وليدرك أن العهد الجديد يتطلب شعباً جديداً يتعاون مع نزعات الإصلاح ويتمشى مع خطواته.
واعتقد انه من أهم الخطوات الإسلامية الإصلاحية إيجاد شعب قوي يتمتع بصحة جيدة، وعافية وافية، ولم يتيسر وجود هذا الشعب إلا إذا كان للأوامر الصحية لديه ترحيب وتقدير لا سخرية واستخفاف.
واليك مثلاً واحداً لأمر واحد من الأوامر الصحية المهملة في هذا البلد، وهو أمر نلمسه جميعاً صباح ومساء وفي معظم أوقات اليوم فأنت حين تركب (تراما) أو سيارة عامة لا بد أن تقع عيناك على لافتة بارزة وواضحة للجميع كتب عليها (البصق والتدخين ممنوعان بأمر وزارة الصحة)، كل منا قرأها مراراً وتكراراً، ولكن هل هناك اهتمام لهذا الأمر؟ كلا وألف كلا. . أن الركاب ولاسيما الطبقة المثقفة - ويا للأسف - يصرون على تدخين لفائف التبغ داخل المركبات العامة ويكاد الدخان المتصاعد منها يطمس أحرف اللافتة، ويصرون على البصق وهم يرمقون اللافتة بنظرات تنم عن السخرية والاستخفاف؟ هذا مثل واحد للأوامر المهملة، واعتقد انه لا يكفي أن تدون الأوامر في لافتات إذا لم يكن ورائها قوانين قاسية تؤدب المخالفين وإلا فلن يكون مصيرها إلا الإهمال والاستخفاف؟
نفيسة الشيخ
مهرجان الشعر
تحدث الأستاذ أنور الجندي في العدد (١٠٠٩) من الرسالة الزاهرة عن مهرجان الشعر الذي دعت إليه جمعية الشبان المسيحية بالقاهرة، احتفالاً بيوم الجيش. . وقد استوقفتني أشياء عديدة في حديثه، إحداها انه كان يود أن يسمع قصيدة عصماء من الأستاذ خالد الجرنوسي: وهذا القول يدل على أن الأستاذ الجندي لم يشهد المهرجان؛ لان الأستاذ