الاقتصادي في آسيا وإفريقيا الأمريكان ورئيس الجمعية الاقتصادية الأمريكية ومستشار البنك الأمريكي المركزي ومندوب حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في عدة مؤتمرات دولية: إن الهدف الرئيسي لمشروع مارشال هو تنفيذ برنامج عملي لاستثمار رؤوس الأموال. وهدف هذا المشروع ليس فقط بناء ما دمرته الحرب في أوروبا وإنما زيادة الإنتاج والنشاط الاقتصادي في أوروبا الغربية والشمالية بحيث تتمكن دولها من أن تحفظ الميزان التجاري مستقيماً وهذا يعني مساعدة دول أوروبا الموالية للولايات المتحدة الأمريكية على زيادة الدخل الحقيقي للفرد وللدول الأوربية، وهذه الزيادة تشجع الفرد والحكومة هناك على مضاعفة استهلاكه للمنتجات والسلع وتوفر للشعب وللدولة فرصة لادخار رأس المال اللازم لاستثمار الاقتصاد المحلي (في الدولة الأوربية وفي الاقتصاد الأجنبي وأمريكا اللاتينية)
وهذه الأهداف تتمشى مع الصورة التي رسمناها عن الوضعية الاقتصادية في أمريكا وأوروبا وبقية أجزاء العالم (خارج الاتحاد السوفيتي) وهي صورة تشير إلى اختمار فكرة التكتل الاقتصادي بين الدول الصناعية الكبرى تحفظ للأمريكان حصة الأسد وتساعد الدول الأوربية على ملاقاة نكساتها الاقتصادية مستعينة بزميلة كبرى الولايات المتحدة الأمريكية
وجدير بالذكر أن فرنسا كانت أكثر الناس حماسة لمشروع مارشال، بل الواقع أن فرنسا كانت أول من نال مساعدات مالية سخية من الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في عهد ليون بلون اليهودي رئيس وزراء فرنسا في السنوات الأوائل التي أعقبت الحرب العالمية الثانية
ومن الطبيعي أن تتحمس فرنسا لهذا المشروع، ففرنسا هي الدولة الوحيدة من دول أوروبا الغربية التي فرضت اتباع أي احتمال من الاحتمالات العديدة التي واجهتها دول أوروبا الغربية في عالم ما بعد الحرب، فهي لم تقتد ببريطانيا فتنفذ لونا من برنامج الاقتصاد الاشتراكي المعتدل، ولم تتبع سياسة التقشف والمراقبة الدقيقة التي فرضتها بريطانيا بالاستمرار في استغلال الأسواق المتوفرة لهم في المستعمرات الفرنسية - ولفرنسا اليوم ممتلكات خارجية تفوق ما لأي دولة استعمارية أخرى
ولتعلق بأذهاننا هذه الحقيقة - وهي حماس فرنسا الشديد لمشروع مارشال وما استتبع هذا