ذلك المضمار، وهو كان مجلبة عظيمة للعداوات والحزازات بينهم، التي تثيرها المنافسة وحب الذات. وكانت مجالس الميسر مجالا فسيحا للمنازعات والمهارات، وميدانا خصبا للهجاء والشتم والاقذاع هذا إلى ما يكون من أنفاق زمانهم في سخاء ظاهر، فيما يشغلهم عن غيره من جلائل الأمور، والسعي لاكتساب الرزق من شريف الأبواب
ومفاسد الميسر في عصرنا الحاضر واضحة وضوحا بينا مهلكة إهلاكا للنفوس والضمائر، قاضية على هناءة الأسرةوترابط الجماعة
وصدق الله العظيم إذ يقول:(يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما أثم كبير ومنافع للناس)، وإذ يقول:(وأثمهما أكبر من نفعهما)
وقد أتى الإسلام في ذلك بعلاج ناجح، علاج يبحث البؤس من أصله، ويقتلعه من أرومته، هو نظام (الزكاة) تؤخذ من الغنى في رضا من دينه، وتعطي للفقير في كرامة من نفسه
(خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها، وصل عليهم، إن صلاتك سكن لهم). (وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون)